الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العين البسيطة
هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ ( نشيد 1: 15 )
من أشهر صفات الحمام البساطة، وهكذا يرى العريس عيون عروسه ( نش 1: 15 )، إذ يرى أنَّ سرّ جمال عيني العروس هو ما تعكسه من بساطة الحمام. ولكي نتعرَّف أكثر على جمال عيني العروس من هذه الوجهة، دعونا نعرف مفهوم البساطة كما تعلنه كلمة الله:

1- البساطة هي عدم التمرُّس في الشر: «أُريد أن تكونوا ... بُسطاء للشر» ( رو 16: 19 ). وما أجمل هذه الصفة في أولاد الله، في حياتهم بصفة عامة، وفي عيونهم بصفة خاصة. أن تُصبح عيونهم غير متمرِّسة في أمور الشر والدنس، الأمر الذي هو الطابع العام لعيون الأشرار ( 2بط 2: 14 ).

2- البساطة هي أن نُبصر الشر ونتجنَّبه: «الذكي يُبصِر الشر فيتوارى» ( أم 22: 3 ). ولعلَّنا نجد في يوسف تطبيقًا جميلاً لكلمات الحكيم هنا. أَ ليس هذا هو عين ما ينصح به الرسول بولس ابنه تيموثاوس «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها» ( 2تي 2: 22 ). إنَّني أعتقد يقينًا أننا يُمكننا أن نتجنَّب كثير من الأخطاء والسقطات لو صارت لعيوننا البساطة التي تجعلنا عندما نبصر الشر نتوارى!

3- البساطة هي أن لا تحمل نظراتنا أكثر من معنى: ما أجمل العيون البسيطة، والتي تعبِّر دوامًا عمَّا بداخلها. لقد كان الرب يكره أن يلبس شعبه ثيابًا مختلطة ( تث 22: 11 ). كما كان يكره أن يكون لدى شعبه أوزان ومكاييل مختلفة ( تث 25: 13 -15)، فماذا يكون الأمر عندما تكون نظراتنا تحمل أكثر من معنى؟! أ لم يَقُل الرب لشعبه وهو يحاجِّهم: «لستُ أُطيق الإثم والاعتكاف» ( إش 1: 13

4- البساطة هي أنَّ عيوننا لا تبصر سوى غرض واحد: «سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيِّرًا» ( مت 6: 22 ). يُعبِّر الرب في حديثه هنا عن العين بالنافذة التي منها يدخل النور، فعن طريق العين يدخل النور إلى كياننا من الداخل، ولذلك لا يقول الرب إنَّ العين نور الجسد، بل سراج الجسد، فالعين لا تُنشئ النور بل تستقبل النور، إنَّها لا تمثِّل مصدر المعرفة، بل وسيلة المعرفة. والعين البسيطة، تعرف أن تستقر على هدف وغرض واحد، وهو الرب تبارك اسمه، وبذلك نجد النظرة مستقرَّة وهادئة، وبذلك يُصبح الجسد كلُّه نيِّرًا.

ليتنا نتحلَّى بهذه الصفة العذراويَّة فتمتلئ عيوننا بمرأى ذاك المجيد المبارك، فتتحول عيوننا عن كل ما سواه.

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net