الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابنه الوحِيد
بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ ( 1يوحنا 4: 9 )
لا شك أن كل واحد من أولاد الله يجد لذة خاصة في التفكُّر في ابن الله الوحيد؛ الابن الذي أعطاه الله لنا عطية لا يُعبَّر عنها.

وهذا الوصف ”ابنه الوحيد“ هو أسمى وصف. ونجده مذكورًا في كتابات يوحنا خمس مرات ( يو 1: 14 ، 18؛ 3: 16، 18؛ 1يو4: 9). والرسول يوحنا، التلميذ المحبوب الذي اتكأ على صدر الرب في العشاء، هو الوحيد بين كُتَّاب العهد الجديد الذي يتكلَّم عن الرب بهذه الكيفية، وربما كان السبب في ذلك هو كونه آخر كُتَّاب العهد الجديد، فقد أوحى إليه الروح القدس أن يُثبِّت المؤمنين في حقيقة مجد لاهوت الرب يسوع، وعلاقته الأزلية مع الآب في اللاهوت، الأمر الذي أراد الشيطان حتى في بداءة الكنيسة أن يُثير الشك فيه.

فعندما أراد الروح القدس على لسان يوحنا أن يُعلن طبيعة المسيح الإلهية، وكمال ظهور الله في المسيح، قال: «الله لم يَرَهُ أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1: 18 ). وعندما أراد أن يُعظِّم إلى أقصى حد مجد الكلمة المتجسد، قال: «والكلمة صارَ جسدًا وحلَّ بيننا، ورأينا مجدهُ مجدًا، كما لوحيدٍ من الآب، مملوءًا نعمةً وحقًا» ( يو 1: 14 ).

وعندما أراد أن يُبيِّن نعمة الله العظيمة، قال: «بهذا أُظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به» ( 1يو 4: 9 ). ولنفس الغرض ذاته يقول المسيح نفسه: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنَهُ الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية». وأخيرًا لكي يُثبت الرب أن أعظم خطية يرتكبها إنسان، وتستحق دينونة أبدية هي عدم الإيمان بشخصه المبارك، يقول: «الذي يؤمن بهِ لا يُدَان، والذي لا يؤمن قد دِين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» ( يو 3: 18 ).

إن مجد ابن الله الوحيد ليس له مثيل، لا في الزمان الحاضر ولا في الأبدية. فلم يُعطَ اسم آخر بين الناس لخلاصهم غير اسمه العزيز، ذلك لأنه هو وحده الذي مات من أجل الخطاة، وقام أيضًا من الموت. ليت الروح القدس يُقنع كل نفس بهذا الحق، وليتنا نشكر الله على تلك العطية التي لا يُعَبَّر عنها.

يا وحيدَ الآبِ حقًا أنتَ جئتَ من عُلاكْ
وأظهرتَ لنا حبًا لم يُخبِرْ به سواكْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net