الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفقر الفقراء أم أغنى الأغنياء؟
وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ .. فِي الْخِزَانَةِ.. فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ.. ( مرقس 12: 41 ، 42)
جلس تبارك اسمه تجاه الخزانة في الهيكل ونظراته تفحص وتتابع كيف (وليس كم) يلقون في الخزانة. وإذا بأغنياء كثيرين يُلقون كثيرًا. وإذا بأرملة فقيرة مسكينة، حياتها في عَوَز وكفاح ألقَت فلسين، قيمتهما ربع (بالعُملة الرومانية). ويقول أحد الشرَّاح: إن الربع هو نصف بنس انجليزي؟ وإن صح هذا، فالربع يساوي حوالي خمسة قروش في وقتنا الحاضر. وعلى أية حال، فثروتها قليلة جدًا. وهيا بنا يا أخي العزيز لنتابع لماذا امتدحها ربها.

تقييم الله: وضع – تبارك اسمه – ما صنعته هذه الأرملة في كف، وما صنعه الجميع في كف آخر، وقيَّم ما عملته أنه أكثر ممَّا فعله الجميع. اسمع ما يقول الوحي: ”ألقَت أكثر من جميع الذين ألقوا“. ثم استطرد الرب موضحًا السبب: أن الجميع من فضلاتهم ألقوا (كما هو حالنا)، وأما تلك المسكينة فمِن أعوازها ألقت. ولم يقف عطاؤها عند أعوازها، ولكنها ألقت كل معيشتها. وها هي السماء تعلن قبولها لذبيحتها.

المحبة لله من كل القلب: قيَّم الرب المرأة التي كانت خاطئة في لوقا 7 والتي بكَت خطاياها وقبَّلت قدميه، بأنها أحبَّت كثيرًا، فكم تكون تلك التي ضحَّت بكل معيشتها لتُعلن حبها لله؟ لقد أحبَّت الله من كل قلبها، فأعطته كل ما عندها. ما أروعها وهي تنعش ابن الله! وما أجوده إذ جعلها نموذجًا يحتذي به الرسل، ومادة تعليم في يد الوحي والروح القدس؛ بفقرها أغنت الكثيرين. لقد علَّمتنا هذه البطلة كيف أن المحبة لله تصيِّر أفقر الفقراء أغنى الأغنياء. وما أغلى كأس الماء البارد الذي قدَّمته هذه الأرملة للسيد! وقد برهنت هذه العطية ليس فقط على حب هذه الأرملة لله، بل ثقتها في إلهها القادر على سداد أعوازها.

المحبة للفقراء أكثر من النفس: ذُكرت هذه الحادثة على خلفية من جشع الكَتَبة الذين يأكلون بيوت الأرامل، بينما هذه الأرملة تضع كل معيشتها في بيت الرب، ولسان حالها للرب: لعله هناك مَنْ هو أفقر مني!

الإثمار الوافر لله: نحن هنا أمام مثال رائع للإثمار الحقيقي لله نتاج المحبة له والثقة فيه، والمحبة لشعب الله. أرملة: (1) خالية تمامًا من كل اعتبار للذات. (2) كل ما في قلبها هو لله وحده. (3) لم تَقُل شيئًا على الإطلاق، ولكنها (4) فعلت وأعطت كل معيشتها لله (5) سرًا. هذا هو طابع الإثمار الحقيقي.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net