الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أعظم استثمار للحياة
مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا ( مرقس 8: 35 )
(1) قيمة الحياة: إن الحديث هنا ليس عن الخلاص والهلاك الأبدي, ولكن ضياع الحياة أو استثمارها كفرصة عظيمة مُتاحة لك لتصبح لحياتك قيمة إلهية. إن فرصة استثمار الحياة هي مرة واحدة، إذا ضاعت لن نستردَّها. يمكنك أن تربح العالم، ولكن ما قيمته أمام تلمذتك للسيد؟

(2) قرار الحياة: وكلٌ منَّا كإنسان مسؤول، عليه أن يختار نظام كامل للأمور في حياته. وهذا يتلخَّص في اختياره أحد الطريقين: إما أن يُهلك حياته (للزمان) فيخلِّصها للمجد، ويكون لها قيمة سماوية؛ أو يخلِّصها للزمان، بمعنى أن نرضيها بالملذات أو بالعالم بما فيه من مراكز أو شهادات أو... وتفقد الحياة كل قيمتها بالارتباط بالأبديات. وإن اخترت الطريق الأول فعليَّ أن أضحي بكل ما يعطل علاقة حياتي الداخلية بالله، وبقيمة حياتي في نظر الله.

(3) غرض الحياة الصحيح؛ لأجلي ولأجل الإنجيل: وهذا هو الهدف الذي لأجله ينبغي أن نعيش ونضحي: لأجل السيد، ولأجل انتشار الإنجيل. وهنا يحكم النفس دافعان؛ الدافع الأول هو إحساسنا بمحبة السيد العجيبة لنا، ورغبة قلوبنا في أن نُعلن محبتنا له (لأجلي). وإذ إن الطريق الوحيد الذي أرضى قلب الله هو طريق آلام المسيح، فإذا أردنا أن نعلن محبتنا لله فعلينا أن نسير في ذات طريق الصليب ونسلِّح أنفسنا بنية احتمال ما نتعرَّض له في العالم الحاضر من آلام. والدافع الثاني والذي يحكم النفس هو ثروتك التي في قلبك والتي هي أقدس وأكثر مالاً مما في العالم؛ وهي الإنجيل. فأخبار الله السارة للإنسان بالنعمة (الإنجيل) متى استُعلنت في القلب، وأضاء غنى النعمة ومجدها القلب، صارت ثروة أغنى من كل ما يمكن أن يعطيه العالم.

وأن نعيش لنشر الأخبار السارة له جانبان:

أولاً: الجانب الصامت. وثانيًا الجانب المسموع. والجانب الصامت هو الشهادة بالحياة، أو كما قال أحد الأفاضل: حياتك أعلى صوتًا من كلامك. فهل حياتك وحياتي ناردين مُنتشر في الأرض حاملاً أخبار النعمة عن حب المسيح للإنسان؟ وأما الجانب المسموع فهو الخاص بالكرازة. وهو أيضًا مؤسس على الجانب الصامت. فنفس اختبرت عظمة الإنجيل لن تهدأ إلا لتنفق ذاتها لأجل الإنجيل (لنشر أخباره)، رغبةً أن يشاركها الآخرون ما تمتعت به. ما أقيم حياة تُنفق لأجل السيد ولأجل الإنجيل!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net