الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السير فوق الماء
.. صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ ... وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ ( متى 14: 23 ، 24)
عاصفة، وليل، وبدون الحبيب! أين هو؟ لقد صعد إلى الجبل ليُصلِّي. وكانوا هم بكل يقين موضوع مشغوليته في الصلاة. أَ ليست هذه صورة للفترة الحاضرة؟ فالشيطان، سلطان الظلمة، يسود العالم. وهو باعتباره رئيس سلطان الهواء، يهيِّج كل الظروف ضدنا، والمسيح ليس معنا بجسده؛ لقد مات فوق الصليب لأجلنا، ثم مضى فوق جميع السماوات. لكننا لا زلنا موضوع محبته واهتمامه. فالذي مات لأجلنا في الجلجثة، حي لأجلنا في السماء.

«ورآهم مُعذبين في الجَذف»، فآلاف الأميال لا تبعده عنا، وظلام الليل لا يحجبنا عنه. أوَ لا يعزينا قوله لخاصته في رؤيا 2، 3 «أنا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك» و«أين تسكن» و«أن لكَ قوة يسيرة»!

والتلاميذ لم يكونوا طوال تلك الليلة قد جذَّفوا سوى نحو ثلاثة أو أربعة أميال فقط ( يو 6: 19 ). فلقد كانوا يعملون ضد قوى الطبيعة «لأن الريح كانت مُضادة». وكأنهم هم أيضًا عبثًا يتعبون باطلاً وفارغًا يفنون قدرتهم ( إش 49: 4 ). لو كانوا قد حاولوا الرجوع من حيث أتوا لكان ذلك أسهل جدًا بالنسبة لهم. فلماذا لم يرجعوا إذًا؟ السبب لأنهم يمثلون المؤمنين الذين ليسوا من الارتداد للهلاك، بل من الإيمان لاقتناء النفس ( عب 10: 39 ). إن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يرتد، ولا يمكن أن يهلك!

لكن أ يترك المسيح أحباءه الذين مات لأجلهم؟ ألا يسرع لنجدتهم، حتى لو كان يتأنى لفائدتهم الروحية وبركتهم؟ يقينًا. ولهذا نقرأ «وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر». ويسأل واحد: كيف يمكن أن يسير المسيح بجسده فوق الماء؟ أُجيبه: «هل يستحيل على الرب شيء؟» ( تك 18: 14 ). أ ليس هو «الماشي على أجنحة الريح» ( مز 104: 3 )؟ ألا يركب السماء في معونتنا ( تث 33: 26 )؟ فما الذي يمنعه من أن يأتي إلى تلاميذه ماشيًا على البحر؟! أوَ لم يجعل أليشع الحديد يطفو ( 2مل 6: 6 )؟ فكم بالحري المسيح رب أليشع الذي هو أيضًا رب الطبيعة «في البحر طريقك، وسُبُلك في المياه الكثيرة، وآثارك لم تُعرَف» ( مز 77: 19 ). إن الذي جاء بصورة معجزية إلى الرجال الثلاثة، وهم وسط أتون النار (دا 3)، جاء هنا إلى التلاميذ ماشيًا على البحر. وكأنه – في هذا وفي ذاك - يردِّد القول القديم: «إذا اجتزت في المياه فأنا معكَ ... إذا مشيت في النار فلا تُلذَع» ( إش 43: 2 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net