الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يستجيبُ ... يستجيبُ
قَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟ ( لوقا 1: 18 )
يؤكد لنا الكتاب المقدس أن الرب صادق في مواعيده التي وعد بها أتقياءه وأنه يستجيب صلواتهم بالرغم من حالتهم:

استجابة بالرغم من الشكوك وضعف الإيمان: «قال أبرام: أيها السيد الرب، ماذا تعطيني وأنا ماضِ عقيمًا ... إنك لم تُعطني نسلاً» ( تك 15: 2 ، 3)، «فضحكت سارة في باطنها قائلة: أ بعد فنائي يكون لي تنعُّم، وسيدي قد شاخ؟» ( تك 18: 12 ). واستجاب الرب لاحتياج أبرام وسارة، بالرغم من شكوكهم وضعف إيمانهم، فكلمات أبرام وصلاته هنا تؤكد كم كان يشعر بالضعف، ويمتلئ بالشكوك من جهة إتمام الأمر، وكذلك ضحكة سارة تؤكد شكوكها. لكن الرب تمَّم الأمر، واستجاب الصلاة في وقتها.

استجابة بالرغم من عدم تصديق وعد الزمان: «قال زكريا للملاك: كيف أعلم هذا، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها؟» ( لو 1: 18 ). هنا كلمات زكريا الكاهن تؤكد عدم تصديقه حينما بشَّره جبرائيل بولادة يوحنا، حتى إنه تساءل قائلاً: «كيف أعلم هذا؟». وبالرغم من قضاء الملاك عليه بأن يظل صامتًا حتى ولادة يوحنا، إلا أن هذه الشكوك لم تجعل الرب يتراجع عن إتمام وعده لهم.

استجابة بالرغم من صعوبة الأمر بالعيان: «فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرفُ رجلاً؟» ( لو 1: 34 ). لم تكن كلمات المطوَّبة مريم كلمات شك أو ضعف إيمان، إنما كان سؤالاً استفهاميًا، حيث كانت تعلم استحالة أن يكون الأمر كما قال الملاك – أن تحبَل وتَلِد دون أن تعرف رجلاً – لكن الرب تمَّم وعده، بالرغم من استحالة حدوث الأمر بالقوانين الطبيعية وبالعيان.

استجابة بالرغم من الصلاة بضعف وبُهتان: «فلما عرفت صوت بطرس ... ركضت إلى داخل وأخبرت أن بطرس واقفٌ قدام الباب. فقالوا لها: أنتِ تهذين!» ( أع 12: 14 ، 15). فبالرغم من أن الكنيسة كلها كانت تُصلي ليُنقذ الرب بطرس من السجن، إلا أنهم لم يصدِّقوا حين فعل الرب ذلك، وكثيرًا ما يستجيب الرب طِلبات لنا حتى وإن كنا نطلبها بإيمان ضعيف، لأنه يعلم جِبلتنا ويعرف ضعفنا.

كل هذه الأمور تملؤنا بالتعزية والتشجيعات، أن لنا إلهًا عظيمًا يستجيب لنا بالرغم من ضعفنا وشكوكنا ومخاوفنا، هذا الأمر يدعونا لنُمجِّده، ونُقدِّره ونهَابه، بل أيضًا ونصبر له، وننتظر تحقيق مواعيده حتى وإن طال الوقت، أو ازدادت الأمور تعقيدًا.

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net