الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 31 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحكم على النفس
لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنفُسِنَا لمَا حُكِمَ عَلَيْنَا ( 1كورنثوس 11: 31 )
دعونا نتذكَّر دائمًا أننا مُطالَبون أن نحكم على أنفسنا، والمؤمن التقي والمكرَّس، مهما كانت تقواه وتكريسه، فهو دائمًا لديه عدد من الأمور التي يحتاج أن يحكم فيها على نفسه، وإذا لم يُمارس عادة الحكم عليها، فستتطور لتكون سبب مرارة كبيرة لنفسه. فإذا كان هناك بعض الغيرة أو الحسد، وقليل من الكبرياء، وقلة في الصبر والاحتمال، واحتداد ولو في بعض الأحيان، وحب الظهور في أحيان أخرى، ولو كانت كلها بنِسَب صغيرة، فإن عدم الحكم عليها في محضر الله، سيجعلها تكبر وتكبر، وتكون كالسوس الذي ينخر في ساق الشجرة الكبيرة العاتية.

إن فحص القلب بأمانة وانكسار أمام الله، مُمتزجٌ برغبة صادقة أن يكون القلب نقيًا أمام الله، مغسولاً من كل ما لا يرضيه أو يمجده، فإن هذا التوجُّه إذا ترسَّخ في قلبي، سيجعل كل ما في باطني مكشوفًا أمام الرب، وفي محضر الرب أحكم عليه بقلبٍ صادق لكي يعمل الرب عمله فيَّ، فأكون مرضيًا أمامه. أما إذا أهملت الحكم على نفسي معتبرًا أن هذه الأمور الصغيرة لا تهم كثيرًا، فلا بد أن تتعمق هذه الخطايا داخلي وتُنتج أمرّ النتائج لنفسي، وتجلب العار على اسم سيدي، وفي الواقع إذا نحن تتَّبعنا الخطايا الكبيرة التي تكسر القلب، وتابعنا تطورها من البداية، سنكتشف أنها كانت خطايا صغيرة لم نهتم بالحكم عليها، فتطوَّرت وأصبحت خطايا كبيرة ذات نتائج محزنة جدًا.

وتوجد ثلاث مراحل متميزة للحكم على الخطية، فأولاً حكم المؤمن على نفسه، فإذا أهمل الحكم على نفسه، ظهر شره بصورة واضحة، وفي هذه الحالة يجب على الكنيسة أن تحكم على شره. أما إذا أهملت الكنيسة الحكم على هذا الشر، فستمتد يد الرب لتحكم على الجماعة. لو كان عاخان قد حكم على شره لَمَا كان ذلك الضرر الذي أصاب الجماعة (يش7)، ولو كان الكورنثيون قد حكموا على أنفسهم في الخفاء لَمَا حكم الله على الجماعة علنًا (1كو11). يا ليت شعب الرب يتعلَّم كيف يسير في النور في محضره الكريم، متمتعًا بالشركة النقية مع الرب، حاكمًا باستمرار على كل ما يصدر من أعمال الجسد ... أولاً بأول يتنقى، وأولاً بأول يستبعد كل ما يعطل شركته وخدمته.

فطالما نحن هنا نطلبُ عونًا ومَدَدْ
والروح فينا، وبهِ نُميتُ أعمال الجسدْ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net