الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلزام الخلاص
لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا. هَذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ ... فَهَلُمَّ الآنَ نَدْخُلْ وَنُخْبِرْ بَيْتَ الْمَلِكِ ( 2ملوك 7: 9 )
بعد أن أكلوا وشبعوا وارتووا واغتنوا، بدأ البُرْص الأربعة يفكرون في الآخرين «ثم قال بعضهم لبعض: لسنا عاملين حسنًا ... هلُمَّ الآن ندخل ونُخبر بيت الملك». وبدون انتظار لضوء الصباح أسرعوا وأذاعوا الأخبار المُفرحة لحرَّاس المدينة. لقد أرادوا أن يعرف الآخرون ماذا حدث لهم، وأن هناك وفرة من الطعام في الخارج، ولا يوجد أحد يمنعهم من الوصول إليها. وإذا كنا اختبرنا الخلاص، ونعرف أخبار الإنجيل المُفرحة، فهناك إلزام علينا أن نُقدِّم هذه الرسالة المُبهِجة باجتهاد ومثابرة لأولئك الذين في ضيق وفي جهل بخلاص الله «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص».

لم يُصدِّق الملك أخبار الخلاص لأول وَهلة، وشك في صلاح الله. ولكن الإيمان يُصدق الله، ويتوقع الأمور العظيمة التي تكاد لا تُصدَّق. لقد ظنَّ الملك بحكمته البشرية أن الأعداء ماكرون، وأنهم علموا أنهم «جِيَاعٌ»، فنصبوا شَرَكًا، ولا بد مُختبؤون في الحقل لكي يقبضوا عليهم أحياء، ويدخلوا المدينة. ولكن الله تدَّخَل، واستخدم واحدًا من عبيد الملك لإقناعه بأن يقتفي أثر الأعداء بمركبتي خيل وخمسة خيول، فقال: «اذهبوا وانظروا. فانطلقوا وراءهم إلى الأردن» - والأردن يرمز إلى موت وقيامة المسيح – «وإذا كُلُّ الطريق ملآن ثيابًا وآنية قد طرحها الأراميون من عجَلَتهم. فرجع الرُسل وأخبروا الملك. فخرج الشعب ونهبوا محلة الأراميين. فكانت كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل حسب كلام الرب» ( 2مل 7: 12 -16).

ونحن أيضًا نستطيع أن نتتبع كل الأعداء حتى الصليب، وهناك لن نعود نراهم أيضًا، ففي الصليب تعامل الله مع كل أعدائنا «إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم فيه» ( كو 2: 15 ). وكلما تأملنا وتفرَّسنا في الصليب، كلما أمكننا أن نأتي إلى هذه الشهادة المباركة: ”لقد تم الخلاص، وسُدِّدَت كل الاحتياجات“.

فإلى كل شخص متشكك يقبع في شكه البارد، ولا يُصدق إنجيل نعمة الله للخلاص: احذر، لئلا يحيق بك المصير المؤلم، فترى خلاص الله بعينيك، ولكن دون أن يكون لك فيه نصيب ( 2مل 7: 2 ، 17-20). وعندما يأتي الرب، ويجمع خاصته إلى مجده، سوف تدرك – بعد فوات الأوان – أن الإنجيل كان صادقًا، وأن طريق الخلاص كان سهلاً وبسيطًا، وأن الخلاص ليس لمَن يعمل بل لمَن يؤمن ( رو 4: 5 )، إذ إن مصدره نعمة الله المجانية.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net