الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 يونيو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطريق إلى المجد
قَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي .. إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ، فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ! ( يوحنا 21: 19 ، 22)
هذا هو المشهد الذي نراه أمامنا في نهاية إنجيل يوحنا: ابن الله يقوم ويمشي بعيدًا عن الأنظار، وبطرس ويوحنا يتبعانه. يا له من مشهد بديع فوق كل تعبير! نحن لا نرى نهاية طريقهم، لأنه بينما هم يمشون هكذا يُختم الإنجيل. فكأن السحابة تأخذهم عن عيوننا. ويحق لنا أن نقول هنا إن العريس قد أبقى الخمر الجيدة إلى الآخر، لو أن لنا حاسة الذوق الروحي الذي يتلذذ بها. فمرقس في إنجيله يُخبرنا عن قبول المسيح في السماء، وجلوسه عن يمين الله ( مر 16: 19 ). ولوقا يُرينا الصعود نفسه عندما كان الرب رافعًا يديه مُباركًا تلاميذه ( لو 24: 51 ). ولكن كل هذا مع جماله وحلاوته لا يوازي ما نجده هنا. لأننا هناك نرى الرب يفارق التلاميذ، إذ يصعد هو إلى السماء، وهم يرجعون إلى أورشليم. أما هنا فنراهم يتبعونه إلى السماء. فطريقهم لا ينتهي إلا بنهاية طريقه هو.

حقًا ما هذا إلا باب السماء، يقودنا إليه إنجيل يوحنا، ويتركنا هناك. فالرب هنا في كمال نعمته نحو مختاريه، لأنه يُمثل معهم صورة قبول إخوته إلى بيت الآب. والجميع: الأموات في المسيح، والأحياء عند مجيئه؛ الكل سيتبعون المسيح، وسيُخطفون معًا في السُحب لملاقاته في الهواء، وسيكونون كل حين مع الرب. وعندما يستقبلهم، سيذهب معهم إلى المكان المُعدّ في بيت الآب، كما سبق فقال لهم.

إن هذا المشهد المرسوم هنا لا يقصد أن يُرينا الصعود إلى يمين الله، ولا إلى مكان القوة الذي يسكن فيه وحده، بل إلى بيت الآب، حيث سيسكن معه الأبناء الكثيرون أيضًا. فطريقهم في هذا الاتجاه يمتد إلى مدى طريقه هو. فكيفما كان المكان الذي ذهب إليه يسوع، هناك تبعه بطرس ويوحنا. فكأنه في هذا المشهد يعمل كمَن قد ذهب وأعدّ المكان الذي وعد به في بيت الآب، ورجع ثانية لكي يأخذهم إلى نفسه، حتى حيث يكون هو يكونون هم أيضًا. وكأن ابن الله - في نهاية إنجيل يوحنا – يُري الذين له ”أين يمكث“، كما سبق فأراهم في بداية الإنجيل ( يو 1: 39 )، بهذا الفارق: أنه في البداءة كان غريبًا على الأرض، وقد مكثوا معه يومًا واحدًا فقط، أما الآن فهو يرجع إلى سمائه، وهناك سيمكثون معه إلى أبد الآبدين.

بعد قليلٍ ربنا يأتي إلى مُنتظريهْ
يأخذنا لمنزلٍ أعدَّه عند أبيهْ
لكي يكون معهُ ومثله كل ذويهْ

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net