الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 21 يونيو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المشكلات الثلاث
أَمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ. يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلاَصِكَ. أُغَنِّي لِلرَّبِّ لأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ ( مزمور 13: 5 ، 6)
كان كاتب مزمور 13 يُعاني من ثلاث مشكلات واضحة:

1- المشكلة الأولى: مشكلة مع السماء؛ الشعور بترك الله له، وعدم اهتمامه بظروفه «إلى متى يا رب تنساني كل النسيان! إلى متى تحجب وجهك عني!» (ع1).

2- المشكلة الثانية: مشكلة مع نفسه؛ مشكلة داخلية نفسية إذ كان يُعاني من تعب داخلي وإحباط وفشل «إلى متى أجعل همومًا في نفسي وحُزنًا في قلبي كل يوم!» (ع2).

3- المشكلة الثالثة: مشكلة خارجية مع الأعداء من حوله؛ إذ إنه يعاني من ارتفاع العدو عليه «إلى متى يرتفع عدوي عليَّ!» (ع2).

إن أي مشكلة أو ظرف نمر به لن يخرج عن حدود هذه الدوائر الثلاث؛ فإما أنها مشكلة مع السماء، أو مشكلة نفسية داخلية، أو مشكلة مع العدو الخارجي سواء كان الشيطان أو العالم الخارجي. وفي طريق الحل نرى الكاتب يذكر شيئًا غاية في الأهمية، إذ إنه يرفع عينيه للسماء قائلاً: «انظر واستجب لي يا رب إلهي» (ع3). وما دام صاحب المشكلة رفع عينيه نحو السماء، فهذه هي الخطوة الأولى في طريق الحل. والجدير بالملاحظة أن كاتب المزمور بعدما رفع عينيه نحو السماء اكتشف أن المشكلة لم تكن في السماء بل كانت على الأرض، بل وبأكثر وضوحًا كانت المشكلة فيه هو نفسه، لذلك نجده يصلي قائلاً: «أنِر عينيَّ» (ع3).

وطالما رفع كاتب المزمور عينيه نحو السماء فلا بد أن يأتي الحل، وهذا ما حدث فعلاً؛ فقد فتح الرب عينيه وأنار له الطريق حتى وصل لحل مشكلاته الثلاث.

بالنسبة للمشكلة الأولى مع السماء وجد الحل في أن يلقي بنفسه بين أحضان ذلك الإله الرحيم الغافر المحب «أما أنا فعلى رحمتك توكلت» (ع5). وطالما فعل ذلك فإن المشكلتين الأخريين قد انتهتا، لأنه رفع عينيه إلى السماء، وألقى بنفسه بين يدي القادر على كل شيء، لذلك انتهت مشكلته الداخلية مع نفسه: «يبتهج قلبي بخلاصك» (ع5)، وكذلك الخارجية مع أعدائه، حتى إنه تغنى فرحًا «أغني للرب لأنه أحسن إليَّ» (ع6). ونحن نعلم أن المهزوم المنكسر لا يقدر أن يتغنى. ليتنا نقضي الساعات بين يدي إلهنا الصالح الذي بيده الكل، ويستطيع وحده أن يُطمئن قلوبنا، ويُهدئ نفوسنا، فلا نشعر بالحاجة إلى شيء، بل يصير هو نصيبنا الصالح.

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net