الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 يونيو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإلزام بالألم
وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ ( متى 14: 22 )
- ما أحكم إله كل نعمة الذي يسمح لنا بالضيق، ثم يُخرجنا إلى الرَحب لنُرنم له ونحمده! فليتنا لا ننشغل بالألم، بل بمَن هو وراء الألم وما يريد – تبارك اسمه – أن يُشركنا فيه. لنرتفع فوق الظروف، بل ونستحضر الله في الظروف. ودعونا نتأمل بعض النقاط الهامة:

- «للوقت» ... ما أجمل كلمة «للوقت»، فبعدما أكلوا ألزمهم الرب أن يدخلوا إلى السفينة ويسبقوه إلى العَبر. فدروس الإلزام لا يمكن أن تكون قبل الشبع. فهو يُلزمنا بالألم بعد أن تُطعَم بالدسم نفوسنا، لكي نتعلَّم اختباريًا ما قد حصَّلناه، ويُطبع في حياتنا ما شبعنا به عنه.

- «ألزَم» ... إن الألم إلزام، وهو ليس على سبيل الاختيار، بل على سبيل الاضطرار. وإني أتخيَّل التلاميذ يترددون في الدخول إلى السفينة، فلم يكن التلاميذ يرغبون، ولكن الرب ألزمهم بالدخول. فالألم إلزام سواء من حيث النوعية أو الكمية التي يقسمها هو لكل واحد منا.

- «يسوع» ... إن كان الألم مُرًا، ولكن لنطمئن فإن مَنْ ألزم التلاميذ بأن يمضوا إلى العَبر هو الرب يسوع؛ ذلك الاسم الذي تستريح له النفس. ”يسوع“ صاحب القلب المُحب الذي دفع ثمن خطيتنا، واشترانا بدمه. إنه ذلك الشخص الذي تألم مُجرَّبًا، والذي يقدر أن يُعين المُجرَّبين. وهو إن كان يُلزِمنا بالألم، فهو يفعل ذلك بقلب مُحب لا يرى مفرًا سوى هذا الإلزام.

- «تلاميذه» ... إن دروس الإلزام من نصيب تلاميذه فقط. يقينًا كان للجموع نصيب وافر في محبته، وكان لها أن تسمع الكثير من عِظاته، ولكن دروس الإلزام هي من نصيب تلاميذ يسوع، أولئك الذين يُتلمذهم الرب في مدرسة النعمة بهذه الدروس.

ولكن إن كان الألم إلزامًا بعد الشبع لتلاميذ السَيِّد، فأين كان هو في ذلك الوقت؟ «صعد إلى الجبل منفردًا ليصلي» ... إنه في يمين العظمة في الأعالي، رافع يديه باستمرار لأجلنا. عيناه علينا ونحن في أتون التجارب، وفي أمواج البحر الهائج. وما أجمل كلمة «مُنفردًا»؛ إنه هناك وحده! فليس سواه يستطيع أن يحمل هذه المسؤولية. ولكن أيضًا حينما تظلم الدنيا حولك، وتظن أنه لا يحس بك أحد، حتى إخوتك القديسين، ثق أن الرب يسوع هناك في الأعالي منفردًا لأجلك، ويشعر بكل ما تشكو به، وهو يعمل في صفك.

في وسطِ الخوفِ العظيمْ نُهدي لك السجودْ
نذكـرُ فضلَكَ القديـمْ لأنه يعودْ

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net