الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 يونيو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مغزى الصليب
فِي طَرِيقِ الْعَدْلِ أَتَمَشَّى، فِي وَسَطِ سُبُلِ الْحَقِّ، فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ ( أمثال 8: 20 ، 21)
إننا لو حوَّلنا الصليب إلى شيء جميل، وإلى فلسفة رائعة للمحبة والتضحية وانكسار القلب بسبب عالم لا يُبالي، وتوقفنا عند ذلك كما فعل بعض اللاهوتيين، لكان فشلنا ذريعًا في فهم معنى الصليب. ولو استطعنا أن نستعرض آلام المسيح المُبرِحة التي احتملها في جسده، وبرَعنا في ذلك حتى جرت الدموع أنهارًا مِن مآقينا، ووقفنا عند هذا الحد، لَمَا فهمنا المعنى الحقيقي لصليب ربنا المعبود.

إن معنى الصليب الحقيقي يتلخَّص في أننا كنا خُطاة، فكان للشيطان – الذي يعرف قانون الله، كما يعرف أننا خطاة نجسون – حُجة المشتكي على كل واحد منا ( مز 109: 6 ؛ زك3: 1-3). والله البار ما كان يُمكنه تجاهل تلك الشكوى الصحيحة التي تستلزم موتنا. بهذا المعنى كان للشيطان سلطان الموت أو حُجته علينا. ولكن المسيح البار ذهب ليموت مكان الخطاة، وليأخذ - نيابةً عن التائبين المؤمنين – الدينونة التي كانوا يستحقونها عدلاً.

لقد كانت المُعضلة الكُبرى هي: هل من الممكن أن يكون الله بارًا ومُخلِّصًا في الوقت نفسه ( إش 45: 21 )؟ وكان حل تلك المُعضلة الكُبرى في الصليب. فذاك المصلوب على الصليب الأوسط كان بديلنا الكريم «الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسدهِ على الخشبة» ( 1بط 2: 24 )، وعلى رأسه القدوس «الرب وضعَ عليهِ إثمَ جميعنا» ( إش 53: 6 ). وبعد ساعات ثلاث مِن تعامل الله الديان مع المسيح يسوع، صرخ – تبارك اسمه – صرخة شقت الظلام: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ( مت 27: 46 )، ولكن الصرخة ارتدَّت بلا إجابة! فذاك الذي طوال خدمته على الأرض كانت السماء مفتوحة له، أمسَت وقتها مُغلَقة في وجهه. وذاك الذي منذ الأزل وإلى الأبد «في حضن الآب» ( يو 1: 18 )، نراه الآن في مشهد الظلمة، بدون شعاع واحد من النور يصل إلى نفسه البارة ليُنعشها. لقد كان في تلك الساعات مُمثلاً للإنسان، ولهذا خاطب الله قائلاً: «إِلَهِي، إِلَهِي». ولقد صرخ «في ساعة الصلاة»؛ «الساعة التاسعة» ( أع 3: 1 ؛ مت27: 46)، لكنه لم يُسمع نداه، ولم يُسْتَجَبْ له!!

نعم، دعنا نقف بنعال مخلوعة، وننظر في خشوع إلى البديل وإلى الكُلفة. فلقد أخذ الرب يسوع مكاني، ودفع ديوني. فيا للمخلِّص! ويا لله!

اسمعوا صوتَ أنينٍ صاعدٍ من قلبِهِ
وانظروا دمًا وماءً خرجا من جنبِهِ
يا تُرى ذاكَ لماذا؟ هلْ لكمْ عِلمٌ بهِ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net