الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كفارة الدهور
وَهُوَ كَفَّارَهٌ لِخَطَايَانَا. لَيْْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا ( 1يوحنا 2: 2 )
فادينا المجيد .. ما أسمى موتك الكفاري والنيابي سيدي! فخطايا البشرية أعظم من كل شيء في الوجود ولا تكفير لها من الموجود. ولكنك سيدي وكفارتك أعظم من خطايا كل البشر أيها اللا محدود؛ فحيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا. وما أروعها كفارة غطت كل البشر بنجاساتهم عن عيني القداسة الإلهية وأرضَت بر الله عن تعدياتهم! وإن كانت خطايا الخطاة عليهم والخطية فيهم، ولكنها عن عيني الله القُدسيتين مغطاه سيدي بدم كفارتك. ما أوسع شمولها كفارة للأجيال كلها!

وأما عن البدلية العجيبة سيدي لقديسيك، فسمع كلٌّ منا يوم التقى بك بالإيمان، صوت المحبة مدويًا ”الرب نقل عنك خطيتك“، وسمع الإيمان صوت العدل الإلهي «والرب وضع عليه (على المسيح البديل) إثم جميعنا». وما أجودك سيدي راضيًا بخطايانا أن توضع عليك (وهي ليست فيك) لكي نصبح نحن بلا خطية علينا! وإن كانت لا زالت فينا، ولكن لا ثقل لها على ضمائرنا إذ حمَلتَ ثقلها يا فادينا وبديلنا. وما أجودها بدلية سيدي: أخذت خطاياي عن كاهلي وأعطيتني حياتك الأبدية؛ أخذتَ ما لي وأعطيتني ما لكَ!

وما أروعها كفارة سيدي نسجت بر الله في دينونته للخطية بقسوة حتى لو كانت على ابن المحبة، وتبريره للخاطئ المُحتمي في الدم حتى لو كان فاجرًا أثيمًا! وأما عن محبة الله المُعلنة في الكفارة سيدي، فما أجود عطاءها يوم بذل الله ابنه الوحيد محبةً في العالم! وكم تقدَّمت محبة المسيح بخُطى ثابتة لتنزف دمها عن الفجار! وما أمجدها كفارة سيدي استعلَنت كل مجد الله، مستعرضة كل صفاته في توافق وانسجام، مُمجِّدة الله أكثر من كل إهانات البشر لاعتبارات مجده، حتى هتفت سيدي: الآن تمجَّد الله فى ابن الإنسان!

وما أكثر ثقة الله سيدي في كفارتك قبل حدوثها، فنراه صافحًا منذ البَدء عن خطايا السالفين، فنرى إبراهيم في الفردوس ونُتابع إيليا صاعدًا في المركبة السماوية! ما أعظم تقدير الله لكفارتك سيدي حتى قبل انسكابها!

سيدي وربي .. صليبك هو صليبي كفارتي ونيابتي وإكليلي. جُلجثتك مكان عُرسي حيث خلعت عني ثوب خطاياي وألبستني البنوة الإلهية وأدخلتني للحضرة البهية، وأمرتني أن أتبعك حاملاً الصليب، فأعِن ضعفي يا فاديَّ بقوة كفارتك الدهرية.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net