الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُرَمِّم الثغرة
مِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجِعَ الْمَسَالِكِ.. ( إشعياء 58: 12 )
«يُسمُّونكم: مُرَمِّم الثُغرة» ... كان هذا هو الوعد الذي وعد به يهوه الذين يتوبون عن أعمالهم الرديئة، ويحلُّون قيود الشر. الذين يكسرون للجائع خبزهم، ويُدخلون المساكين التائهين إلى بيوتهم. الذين يبنون الخِرَب، ويُقيمون الأساسات التي حطمها الأعداء في صهيون. ويا له من لقَب مبارك: «مُرَمِّم الثغرة»! وإنها لخدمة يشتاق قلب كل مؤمن مسيحي أن يؤديها.

وفي سفر التكوين أصحاح 3 نقرأ عن أول وأسوأ ثغرة حدثت في تاريخ الإنسان. في عدن التي كانت هي ”جنة الرب“، تحوَّل أبوانا عن أمر خالقهما ليُصغيا إلى أكذوبة العدو. وكانت النتيجة العادلة والحتمية هي الانفصال عن حضرة الله، وأصبح آدم وامرأته شريدين تعيسين في عالم ملكَت فيه الخطية للموت. لكن شكرًا لله. لقد جاء في الوقت المُعيَّن الوسيط بين الله والإنسان ليُرمِّم الثُّغْرَة؛ الإنسان يسوع المسيح، المُرسل من الله، ابن محبة الآب. لقد جاء إلى العالم من الأعالي، ليصنع بموته فوق الصليب أساسًا من البر عليه يستطيع الرجال والنساء، أن يتصالحوا مع الله. وهكذا رُمِّمت الثُّغْرَة التي بين الله والإنسان. والمؤمنون بالرب يسوع المسيح قد قُرِّبوا بالبر والعدل إلى الله، كما لو لم تكن هناك خطية.

هذه المُصالحة العجيبة قد صُنعت بالمحبة، المحبة الكاملة. والله محبة والله نور، وربنا يسوع المسيح كان هو الإعلان الكامل عن كل ما عليه الله من صفات، لأنه إذ جاء إلى العالم كان هو ”الله الظاهر في الجسد“، ”عمانوئيل – الله معنا“. فيسوع الناصري الممسوح بالروح القدس والقوة كان يجول يصنع خيرًا؛ كان يُرمِّم أجساد رجال ونساء حطمتها الخطية. استطاع به العُرْج أن يمشوا، والعُمْي أن يُبصروا، والبُكْم أن يتكلَّموا، والصُّم أن يسمعوا.

لكن بمجرد القدرة لم يكن ممكنًا – حتى للمسيح ابن الله – أن يرد ويُرجع نفوس الناس الأثمة الهالكين. فكان ينبغي أن تكون هناك ذبيحة كاملة لتُقدَّم بلا عيب لله حتى تواجه وتوفِّي مطاليبه العادلة ضد خطاياهم. وبموت المسيح على الصليب وحده، استطاع المؤمن أن يحصل على الفداء بواسطة دمه الكريم، وأن يتبرر مجانًا بالنعمة. فعن طريق موت وقيامة المسيح قد تصالحنا - نحن الذين كنا أعداء لله – معه، ونفتخر بالله بربنا يسوع المسيح ( رو 5: 10 ، 11). لقد رُمِّمت الثغرة. ويا له من ترميم مبارك!

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net