الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان وبركاته
اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ ( يوحنا 3: 18 )
إن الإيمان بالرب يسوع لا يعني مجرد الإيمان بحقيقته التاريخية، ولا مجرد الإيمان بأعماله العظيمة في حياته، ولا حتى موته وقيامته، بل ولا بألوهيته أو مجده. طبعًا هذا كله مهم جدًا ولازم في نمو الإيمان وإدراكه، لكنه وحده لا يكفي. إن الإيمان في معناه الصحيح، الإيمان الذي يطلبه المسيح، الإيمان الذي يَهَب الحياة وباقي البركات، يعني الإركان الوطيد على شخصه، والثقة التامة فيه، والتسليم الكُلي له.

وفي إنجيل يوحنا 3 تتكرر عبارة «يؤمن بهِ» بصورة مُلفتة للنظر؛ فتُذكَر ثلاث مرات، في ع15، 16، 18، والخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا. هذه الثلاثية الهامة هي كالآتي:

يوحنا 3: 15 يؤمن بابن الإنسان المبذول على الصليب: «وكما رفعَ موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مُن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (ع14، 15).

يوحنا 3: 16 يؤمن بابن الله: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلُّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (ع16).

آيتان متتاليتان تحدثاننا عن طبيعتي المسيح الناسوتية واللاهوتية. والإيمان بالمسيح يتضمن الأمرين معًا، ويَهب الحياة الأبدية.

ثم يوحنا 3: 18 يُقدم لنا المسيح نتيجة سلبية للإيمان، وأيضًا مصير عدم الإيمان إذ يقول: «الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دِين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد».

والآية الأخيرة تُشير إلى الإيمان باسم ابن الله الوحيد. وتتكرر الإشارة إلى الإيمان باسمه ثلاث مرات في إنجيل يوحنا (1: 12؛ 3: 18؛ 20: 31). والمقصود بالاسم ليس مجرد علامة تمييز الشخص عن غيره، بل إنها تحمل إلى الفكر جوهر المُسمَّى وكل ما يخصه. إنه التعبير الكامل عن الشخص وعن كل ما هو مُعلَن عنه. فلا غرابة أن يكون اسم المسيح هو موضوع الإيمان. وفي كلمة الله نجد أن المسيح واسمه يُستخدمان في أكثر من مناسبة بالتبادل، مما يدل على أن ”اسمه“ يعني ”شخصه“ وأن الإيمان باسمه أو بشخصه هو مصدر الأمان الأبدي ( يو 3: 18 ).

طوبى لمَن قد آمنوا باسمِكَ يا ابنَ اللهْ
فإنهم نالوا بكَ الخلاصَ والحياهْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net