الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 1 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زرع .. حصد
رَأَى .. امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ .. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ .. فَاضْطَجَعَ مَعَهَا .. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ .. يَقُولُ: أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا.. ( 2صموئيل 11: 2 - 6)
إن القراءة المتأنية للأصحاح الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني تُمكننا مِن ملاحظة تكرار كلمة ”أَرسَلَ“ سبع مرات بالارتباط بداود (ع1، 3، 4، 6 (مرتين)، 14، 27). لقد كان ملكًا مُطلَق التصرف، فاستخدم سلطانه وسلطاته، ليُتمِّم أغراضه الشخصية، مُقَادًا بإرادته الذاتية؛ فكان هناك التخطيط المُمتزج بالتمويه والخداع. وكانت هناك أيضًا القسوة الشديدة التي تترك البطل أُورِيَّا في مواجهة الحرب، مع التوصية بالتخلي عنه، وتركه ليواجه الموت.

ولكننا نقرأ في بداية الأصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني هذه الكلمة مرة أخرى «أَرسَلَ» ( 2صم 12: 1 )، ولكن هذه المرة «فأرسل الرب ناثان إلى داود. فجاء إليه وقال له: ... أنت هو الرجل!». وأيضًا في الأصحاح الثالث عشر من صموئيل الثاني نقرأ نفس الكلمة «فَأَرسَلَ» تُذكَر مرتين بالارتباط بداود:

«فأرسل داود إلى ثامار إلى البيت قائلاً: اذهبي إلى بيت أمنون أخيكِ» ( 2صم 13: 7 ). كان داود هو الذي أرسل بنفسه ابنته ثَامَار لمصيرها المشؤوم، وهو ما ضاعف أحزانه. وتمامًا كما خُدع أُورِيَّا مِن قِبَل داود، خُدع داود مِن قِبَل ابنه أَمْنُون!

ولكن هناك المزيد: «فقال أبشالوم: إذًا دَع أخي أمنون يذهب معنا ... فأرسل معه أمنون» ( 2صم 13: 26 ، 27). وكان داود هو الذي أرسل بِكْرُه أَمْنُون ليُلاقي حتفه. ويا للندم الذي عاناه بعد ذلك! وكما أمر داود عبيده بقتل أُورِيَّا، أمر أَبشَالُومُ عبيده بقتل أَمْنُون. وكما أَسْكَرَ داود أُورِيَّا قبل قتله، أَسْكَرَ أَبشَالُومُ أَمْنُون قبل قتله.

هل يمكن أن يحدث هذا؟! نعم «لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يُكال لكم» ( لو 6: 38 ). بل إنه «بالكيل الذي به تكيلون يُكَال لكم ويُزَادُ» ( مر 4: 24 غل 6: 7 ؛ لو6: 38). وهذا قانون طبيعي لا يقدر إنسان ما أن يفلت منه. إنه يُشبه قانون الزرع والحصاد الذي ذكره الرسول بولس في غلاطية 6: 7 «لا تضلوا! الله لا يُشمَخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). وإنه لمبدأ ثابت في الحياة: كوننا نحصد بما يتناسب مع ما نزرع، وكون أعمالنا تعود لتنعكس علينا، كما أنه بالكَيْل الذي نعتمده في تعاملنا مع الآخرين ”يُكال لنا ويُزاد“. وإننا لا بد وأن نشرب من نفس الكأس التي أردنا أن نسقي الآخرين منها! فلنحذر أيها الأحباء!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net