الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح المتألم الصابر
الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ ( 1بطرس 2: 23 )
يا له من فرق عظيم كان يمكن أن يحدث بين المسيحيين وفي اجتماعاتهم لو أنهم اتبعوا مثال المسيح، بحيث أن كل من شُتم لا يشتم عوضًا، وكل من تألم لا يهدد، بل يسلِّم لمَن يقضي بعدل! فهذا أيها الأخ المسيحي هو بعينه ما يريد الآب منا أن نفعله. فلنقرأ كلام بطرس الرسول المرة تلو المرة إلى أن يتعمَّق في نفوسنا هذا الفكر «بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون، فهذا فضلٌ عند الله» ( 1بط 2: 20 ).

وفي الحياة المسيحية العادية، حيث نسعى في معظم الأحيان، إلى أن نقوم بمسؤوليتنا كمفديين بقوتنا الخاصة، يتعذر علينا الوصول إلى مستوى التغيُّر إلى صورة الرب. ولكن في حياة التسليم الكامل حيث نضع كل شيء بين يديه، ولنا الإيمان أنه هو العامل فينا في كل شيء، يُصبح التشبُّه بالمسيح أمرًا ميسورًا لنا، لأن الوصية بالاحتمال مثل المسيح جاءت مرتبطة بالتعليم. إن المسيح تألم من أجلنا لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر ( 1بط 2: 24 ).

ألا تريد أيها الأخ المسيحي المحبوب أن تكون كالمسيح، وأن تتصرف في احتمال الظلم كما كان يتصرف هو لو أنه كان في مكانك؟ أ ليس مَظهرًا مجيدًا أن تكون مثله في هذا، وفي كل شيء؟ إن كنا نحاول هذا بقوتنا الذاتية فلن نرقى إليه، أما بقوته هو فإننا نستطيع كل شيء. فما عليك إلا أن تسلِّم نفسك له يومًا فيومًا لتصبح في كل شيء كما يريدك أن تكون. آمن أنه يحيا في السماء كي يكون الحياة والقوة لكل مَن يريد أن يتبع خطواته. أخضِع نفسك لتكون واحدًا مع المسيح المصلوب المتألم لكي تفهم ما هو الموت عن الخطايا والحياة للبر، وحينئذ تختبر بفرح تلك القوة العجيبة التي تَكمُن في موت المسيح ليس للتكفير عن الخطية فحَسب، بل لكسر شوكتها أيضًا، وفي قيامته التي تجعلك تحيا للبر. كما أنك ستجد أن تتبُّع خطوات المخلِّص المتألم يعطي لنفسك بركة، كما أن الثقة التامة في آلامه الكفارية قد منحتك الخلاص. وسيصبح المسيح مثالك الطيب كما كان لك ضمانك الأكيد. وكما أنه تألم لأجلك، فستتألم أنت عن طيب خاطر لأجله، وإذ تحتمل الآلام بالظلم تتغير إلى صورته المقدسة. يا لها من ثمرة مباركة لحياة الإيمان الصحيحة!

جازَ في أرض الشقا مُظهِرًا كل كمالْ
عظمُّوهُ واقتفوا إثرَ مَن أعطى المِثالْ

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net