الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سمعان القيرواني
فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ ...، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ ( مرقس 15: 21 )
يقول عنه مرقس: «فسخَّروا رجلاً مُجتازًا كان آتيًا من الحقل» مما يُفيد أن سمعان هذا لم تكن له أدنى علاقة بحامل الصليب. إذًا فلقد قادت الصُدَف مسار ذلك الرجل ليُقابل الرب يسوع وهو يحمل الصليب. ولو تأخر مروره في هذا المكان دقائق، أو تقدَّم دقائق، أو لو أنه اتخذ مسارًا مختلفًا إلى بيته لَمَا التقى بهذا الموكب، ولأُعفي من هذه المهمة الثقيلة. لكننا نقول بكل يقين إنه ليست مجرد الصُدَف العمياء هي التي أدَّت إلى التقاء سمعان بالمسيح، بل هو تخطيط السماء. في بداية حياة المسيح قادت العناية الإلهية ”سمعان البار“ ليدخل إلى الهيكل في نفس لحظة دخول المُطوَّبة مريم بالطفل السماوي، لتُقدِّم الذبيحة، فتشرَّف سمعان بحمل الطفل الإلهي. وفي نهاية حياة المسيح على الأرض قادت العناية الإلهية ”سمعان القيرواني“ هذا ليلتقي بالمسيح وهو مُزمع أن يُقدِّم نفسه باعتباره الذبيحة الكاملة، فتشرَّف بأن يحمل صليب يسوع!

ومن مرقس 15: 21 نستنتج أن ولدي سمعان القيرواني آمنا بالمسيح، وكانا معروفين في الكنيسة الأولى. ومن رومية 16: 13 نفهم أن ”أُم رُوفُسَ“ التي يُعتَقد أنها امرأة سمعان القيرواني، آمنت أيضًا، فصار البيت كله للمسيح. فهل يكون التقاء سمعان بموكب الصليب من مجرد الصُدَف العمياء، أم أن ورائه اختيار إله السماء؟

وثَمة ملاحظة أخرى: فلقد اختفى من مشهد الصليب ”سمعان الغيور“، وهو أحد تلاميذ المسيح، واتضح أن غيرته لم تكن كافية، إذ فرَّ مع باقي التلاميذ هربًا لحياتهم. أما ”يهوذا سمعان الأسخريوطي“ أمين الصندوق، فثبتت خيانته إذ أسلَم سَيِّده لأجل الفضة. أما ”سمعان بطرس“ المِقدَام الشجاع، فقد أنكر المسيح. لكن إذ خاف سمعان الغيور، وخان يهوذا سمعان الإسخريوطي، وخاب سمعان بطرس، فإن الله أبرز سمعان القيرواني هذا!!

حمل سمعان الصليب، ولقد كان الصليب ثقيلاً، وكان عاره ثقيلاً. لكن إذا كان سمعان هذا آمن وخَلُص - كما نعتقد – فما هي الآلام التي احتملها، إلى جوار العزاء الذي هو فيه الآن، والمجد الذي سيكون من نصيبه إلى أبد الآبدين. وإن كان سمعان القيرواني قد آمن هو وبيته بالمسيح كما نعتقد، فهل يكون سمعان هو الذي حمل الصليب بدل المسيح، أم يكون المسيح هو الذي حمل الصليب من أجل سمعان، كما من أجل كل تائب مؤمن؟ فهل أنت واحد منهم؟ أَ تقول أنت أيضًا: «ابن الله ... أحبني وأسلمَ نفسهُ لأجلي».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net