الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفراح في الزنزانة
غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا ( فيلبي 1: 18 )
عندما تعرف نفوسنا وتختبر أن الله فوق كل الظروف المعاكسة والمضادة ستبتهج وتفرح نفوسنا بمَن هو فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة ( أف 1: 21 ).

كم تزداد نفوسنا تعجبًا وفرحًا عندما نختبر أن ما أراد به الناس أو الشيطان إذلالنا وانكسارنا، تحوَّل بيد الرب لانتصارنا ورِفعتنا ( تك 50: 20 ).

إن الرب يُحقق أعظم الانتصارات مما يبدو للعيان شرًا أو كارثة فيُعطي جمالاً عوضًا عن الرماد، ودُهن فرح عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة ( إش 61: 3 ).

إن السلسلة التي ثبَّتها الجُند الرومان في يد بولس هي ذات السلسلة التي أتت بالحراس واحدًا وراء الآخر لسماع أخبار الإنجيل المفرحة ( في 1: 12 ). ولقد امتلأ قلب بولس بالفرح أيضًا لأن تلك السلسلة التي قيَّدته داخل الزنزانة أعطت الذين هم خارجها الحرية والمجاهرة – بلا خوف - بإنجيل المسيح ( في 1: 14 ).

لقد توَّحَدَت مشاعر القديسين في رفع الصلوات والتضرعات لأجل بولس، فاستطاعت صلواتهم أن تُبطِل كل القوى المُعادية، وتُطلِق أسير المسيح حُرًا ( في 1: 19 ). كم امتلأ قلب بولس بالفرح لأجل تلك المشاعر الحُبية الرقيقة التى أظهرها نحوه المؤمنون حيث شاركوه احتياجاته وإعوازاته آنذاك! ( في 4: 14 ).

إن مؤازرة الروح تُعطي القوة لكي ترتفع النفس فوق كل شعور بالفشل أو الانكسار أو الرثاء للنفس أو استدرار شفقه الذين حولنا وعطفهم.

إن قوة عمل الروح القدس في بولس جعله يضع كل متطلباته الشخصيه جانبًا، وينشغل تمامًا بمصالح المسيح وبتقدم المؤمنين في الإيمان والفرح. لقد آلت زنزانة بولس إلى أفراح خاصة خارج الزنزانة، حينما أُطلق سراحه. فكم تمتع مُحبوه وأصدقاؤه في أجواء الفرح بتلك الشركة المسيحية! فبدون شك أنه كانت لهذه الأفراح مذَاقًا خاصًا بحضور رسول المسيح بينهم استجابةً لصلواتهم وتضرعاتهم لأجل خلاصه من سجنه.

عزيزى قد تكون اليوم - في زنزانتك الخاصة بك - تُعاني عوزًا واحتياجًا، وحدة أو حرمانًا، تعبًا أو مرضًا، ولكن اعلم يقينًا أن الرب في لطفه يستطيع أن يُخرِج لك من هذه أو تلك مصدرًا غنيًا لإثراء روحك ببركات غامرة لا تخرج إلا من الزنزانة.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net