الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يعقوب يبارك ابني يوسف
الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، يُبَارِكُ الْغُلاَمَيْنِ ( تكوين 48: 16 )
نرى في تاريخ يعقوب صورة لمعاملات الله مع المؤمن؛ نرى فيه أمانة الله، كما نرى عدله أيضًا، فنجد ما احتمله يعقوب عند موت راحيل فقال عن الأمر بأسى: «ماتت عندي راحيل» ( تك 48: 7 ). وعندما خدعه أولاده وغمسوا قميص يوسف في دم التيس المذبوح من المعزى فتحققه وقال: «وحشٌ رديءٌ أكَلَهُ، اُفتُرِس يوسف افتراسًا. فمزَّق يعقوب ثيابه، ووضع مِسْحًا على حقويه، وناحَ على ابنهِ أيامًا كثيرة ... فأبى أن يتعزى وقال: إني أنزل إلى ابني نائحًا إلى الهاوية» ( تك 37: 33 -35). وما حلَّ عليه بعد ذلك بحجز شمعون في مصر، ثم طلبهم بنيامين فقال: «أعدمتموني الأولاد. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونَهُ. صارَ كل هذا عليَّ!» ( تك 42: 36 )، فقد وصل يعقوب إلى ظروف صعبة تستوجب الإشفاق عليه فيها. هذا هو عمل الله.

ولكننا نراه أمام فرعون مرفوع الوجه حيث يبارك فرعون. وفي هذا نرى يعقوب يأخذ مركز الأكبر، لأن الأصغر يُبارَك من الأكبر ( عب 7: 7 ). وعندما سأله فرعون عن سني حياته، أجابه يعقوب: «أيام سني غُربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة وَرَدِيَّة كانت أيام سني حياتي، ولم تبلُغ إلى أيام سني حياة آبائي في أيام غربتهم» ( تك 47: 8 ، 9). وهذا نتيجة ما قد تعلَّمه يعقوب من الرب.

ثم ارتَقت حياته إلى مستوى أعلى عند تقديم ولدي يوسف ليباركهما. هنا نرى يعقوب لا يفكر في حياته، بل أصبح الله في نظره الكل في الكل، فقال ليوسف: «لم أكن أظن أني أرى وجهك، وهوذا الله قد أراني نسلك أيضًا» ( تك 48: 11 ). فكان ينظر سابقًا إلى الظروف باعتبارها مُعاكسة، ولكن أخيرًا أصبح ينظر إلى الله في كل شيء. «وبارك يوسف وقال: الله الذي سار أمامه أبواي إبراهيم وإسحاق. الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم» ( تك 48: 15 )، فلو رجع إلى ماضي تاريخه واستعرض كم من الضيقات أحاطت به، لم يكن يجد مَن يُخلِّصه منها؛ ولكنه بعد أن أدرك معاملات الله معه، هتف قائلاً: «الملاك الذي خلَّصني». فكم من ظروف صعبة تُصادفنا ولكن في النهاية نرى الرب فيها، وأنها عاملة لخيرنا! كما قال الرب لبطرس: «لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد». فقد تكون الأحوال في الحاضر مُحزنة، ولكن نتيجتها مُفرحة «كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن، وأما أخيرًا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام» ( عب 12: 11 ).

أبادير أبو الخير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net