الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عالم يُشرف على نهايته
وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ ( 1بطرس 4: 7 )
بينما تدق ساعة الزمن دقاتها المتلاحقة، دقيقة تلو الأخرى، نرى هذا العالم مُشرِفًا على أحلك ساعاته. فهذا الكوكب المُعذَّب سيغرق في مُعاناة أهوال تفوق تصوُّر العقل والخيال، قد سبق الوحي المقدس ونطق بها. والأحداث التي نواكبها تُردِّد أصداء النبوة، بل تدعونا لنذكر إعلانًا نبويًا سبق الوحي المقدس، وأنبأ بتفاصيله، وقال عنه ربنا يسوع: «متى رأيتم هذا كُلَّهُ فاعلموا أنه قريبٌ على الأبواب» ( مت 24: 33 ).

وحكيم القلب هو الذي يقرأ التاريخ في ضوء النبوة الصادقة ولا يفسر النبوة فى ضوء الأحداث. وصوت الأحداث الجارية مثل أبواق مدوية لتوقظ آذانًا ثقيلة غابت عنها أقوال النبوة زمانًا طويلاً، فغَدا صوتها للبعض خافتًا وعند البعض هزيلاً. فحلَّت الأحداث وتوَالت الكروب لتنبِّه القلوب الغافلة وتنهض العقول الساهية، فصوت النَكَبات والبلايا أبلغ وأعلى من قرع الطبول.

إن سكان الأرض يقتربون من الفصل الأخير من فصول التاريخ، نعم الأخير والمرير، إذ يفوق ضيقه ومراره كل ما قاساه الإنسان في كل العصور السالفة. ها نحن نواكب في أيامنا الراهنة أحداثًا ستتفاقم حِدَّتها قريبًا. وإن كنا الآن نعاصر أحداثًا خطيرة وأزمات متنوعة، لكن سرعان ما ستزداد عُقَدها ويتسع مداها، وسينفجر بركان الضيق العظيم بحممه الفائرة. وكل بصير القلب يرى العالم على حقيقته، يراه منقلبًا ومضطربًا، رغم جبروته وزهوَته. وعلى أبواب قلعته تضاربت الأقوال وتناقضت الأحوال، بين خائف متحيِّر وجائر مسيطر، بين مُستضعف خائر ومارد ثائر.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يجب أن يعمله المؤمن في المقام الأول ويأخذ بالفعل أولوية أحرى؟ تحثنا كلمة الله «تعقَّلوا واصحوا للصلوات». ”نتعَقَّل“ أي نكون حكماء وننتبه لِمَا يقوله الكتاب، ونُقيِّم كل شيء في ضوء الكلمة المباركة. فإن كانت نهاية كل شيء قد اقتربت فيجب أن نفطِن لحقيقة هامة هي أن قيمتها تنخفض بقدر قرب انتهاء صلاحيتها أو عمرها. وبقدر ما نرى أن مجيء الرب قد اقترب، كلما اقترب هذا العالم من مشارف نهايته، فيجب أن ترخص في عيوننا كل منتجاته وممتلكاته. كما يجب أن ”نَصْحُو للصلوات“ لأنها المنفذ الوحيد لكل مؤمن يعيش في آخر الأيام، حيث تتعقد الظروف، وتزداد شِدَّتها وحِدَّتها يومًا وراء يوم.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net