الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السعادة الحقيقية
لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ ( أمثال 17: 1 )
كان اللاهوتي الشهير ”تولر“ والذي كان يعتبره المُصلِح الألماني ”مارتن لوثر“ مُعلِّمه، قد شعر فى داخله ذات يوم أنه لا يمتلك العلاقة الحميمة مع الله. عندئذٍ أخذ يُصلي لسنوات ليتقابل مع شخص يأنس بِرفقته، ويسعَد بصداقته، ويستحضر الله بصُحبته، غير أنه لم يجد هذا الشخص حتى بين زملائه الخدام. وذات يوم سمع صوتًا يقول له: اذهب إلى المكان الفلاني, وهناك ستجد ضالتك المنشودة، فذهب فوجد رجلاً فقيرًا يرتدي أسمالاً بالية، فحيَّاه ”تولر“ قائلاً: نهارك سعيد! فأجاب الرجل الفقير: لا أتذكَّر أنني مررت بيوم غير سعيد.

فقال ”تولر“: إذًا أتمنى أن تكون حياتك كلها سعيدة.

فأجاب الرجل: لم أكن قط تَعِسًا، فكل سني حياتي طيبة، لقد سبَّحت الله وأنا جائع، وسبَّحته حين كانت السماوات تمطر جليدًا، وسبَّحته حين كنت بلا مأوى، وحتى حين تخلَّى عني الأقربون، وواجهت احتقارًا من الآخرين، لم أتوقف عن شكره وحمده وتسبيحه .. إنني سعيد لأني قد طوَّعت إرادتي لإرادته دون أي تحفظ، إنني أقبل من الله كل ما يمنحني إياه بشكر وفرح، سواء كان حلوًا أم مُرًا، وهذا ما يجعلني سعيدًا.

فسأله ”تولر“ قائلاً: وماذا تفعل إذا مُت، ووجدت نفسك في العذاب الأبدي؟ فأجاب المتسول: إنني أمتلك يدان، وتواضع، وحب، وبهذه جميعًا سأحتضن الله بشدة حتى إذا ما كان عليَّ أن أذهب إلى الجحيم فسيتحتَّم عليه أن يذهب معي، فالجحيم معه أفضل من الفردوس بدونه.

فسأله ”تولر“: متى وجدت الله؟ فأجاب: حين رفضت التعلُّق بالأشياء والأشخاص.

ثم سأله ”تولر“: مَن أنت؟ فأجاب: أنا ملك!

فسأله: وأين توجد مملكتك؟ وكيف حصلت عليها؟ أجاب: ها هي في داخلي، وقد منحني إياها المسيح حين ملَّكته بل وجلَّسته على عرش قلبي، كيف لا وهو الذي سفك دمه لأجلي؟

عزيزي القارئ .. إن المال يشتري لك أطيب الأطعمة لكن لا يمنحك الشهية، وبالمال تشتري الدواء ولكن لا يمنحك الشِفاء، وبالمال تشتري أفخم الموبيليا والأسِرَّة، ولكنه لا يضمن لك نومًا وسلامًا، فالشبع والشِفاء والسعادة والهناء لن تجدها إلا في الإيمان القلبي بالمسيح، وفي الشركة الهادئة والهانئة معه.

صفوت تادرس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net