الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جعلت وجهي كالصوَّان!
وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ ..إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ .. وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ كَانُوا يَخَافُونَ ( مرقس 10: 32 )
كثيرون من المسيحيين اعتادوا قراءة حياة المسيح في الأناجيل حتى أنها أصبحت عادية لديهم فلا يلاحظون ما فيها من قوة وجمال. فهم مثلاً لا يلاحظون ما بَدَا منه من شجاعة ممتازة لا تُبارى كانت دائمًا تظهر طوال مدة خدمته. فهو جاء إلى الأرض ليُعطي الحياة ولكن كان الموت يطارده حتى في طفولته. فبعد أن سبَّحه جمهور الجُند السماوي عند ولادته، حاول هيرودس أن يقتله، فأخذته أُمه ويوسف إلى مصر لينقذوا حياته، ولكن المقاومة استمرت ضده طوال حياته على الأرض. الموت والكراهية كانا يطاردان رب الحياة والمجد. وشعبه كان يحاول قتله ولكنه عوضًا عن أن يختفي أو يختبئ من أعدائه استمر يواجه الحياة بشجاعة وبدون خوف، عالمًا بالنهاية المحتومة، مُصممًا على مواجهتها لأنها الغرض من مجيئه. ولكن كم من الشجاعة كانت تلزم لذلك لأن الضغط كان مستمرًا عليه بلا هوادة ولا تراخي! ويجب أن نذكر أن المسيح كان منفردًا. ولو أن قليلين هم الذين كانوا يحبونه، إلا أنه لم يجد فيهم مَن يستطيع أن يفهم أفكاره وموضوع إرساليته تمامًا. لقد كان منفردًا بلا مأوى، ليس له أين يسند رأسه، وبلا أصدقاء، ولم يسمح لأي شيء أن يتداخل في تنفيذ إرادة أبيه كاملة. وكان كلَّما زاد الضغط عليه ظهرت شجاعته أكثر.

فلكي ينفِّذ إرساليته كحَمَل الله الذي يرفع خطية العالم، كان يلزَم أن يذهب إلى أورشليم ويتألم هناك. ولذلك توجَّه إلى أورشليم. تأمل الشجاعة التي استلزمتها هذه الرحلة. كان يعلم أن كل خطوة تُقرِّبه أكثر من الصليب الذي سيُقتَل عليه، ومع كلٍ فلم يتردد قط. كان منظره يلفت الأنظار حتى إن النبي إشعياء مَسوقًا من الروح القدس كتب عنه من مئات السنين «جعلت وجهي كالصوَّان» ( إش 50: 7 ). لم يفكر في الانحراف عن غرضه المُقدَّس، ولكن بملء الهدوء تقدَّم ربنا للنهاية المقدسة من الآلام والعار. كان تلاميذه خائفين، أما هو فلم يَخَف قط. يقول البشير مرقس في إنجيله: إن يسوع تقدَّم تلاميذه في الطريق إلى أورشليم، وإذ كانوا يتبعونه كانوا خائفين ( مر 10: 32 -34). يا لسيدنا المبارك! وبعدما أوضح لتلاميذه ضرورة آلامه وموته، إذ كان يُريحهم بتأكيده لهم بأنه سيقوم ثانيةً، ظل هو – تبارك اسمه - سيد الحوادث والأوقات، ومع كلٍ سلَّم نفسه إلى الموت.

حدِّثونـي أيُّ حُبٍّ قادَهُ نحوَ الصليبِ
فمشى أصعَبَ دربٍ أيُّ شخصٍ كحبيبي

حدِّثوني عَن يسوعَ


بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net