الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 6 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يأخذني أسكنُ البيت الرَّحيب
لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ( يوحنا 14: 1 )
لقد قيلت هذه الكلمات في مشهد اضطراب قلوب التلاميذ لرحيل الرب عنهم. فقد تعلَّقوا به، وكان هو محَّط آمالهم. ولكي يشجعهم ويزيل اضطرابهم فإنه حدَّثهم عن ثلاثة أمور لنا فيها كل التعزية:

أولاً: شخصه المبارك في المجد موضوع ثقتنا وغرض إيماننا: «أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي». قد تُحيط بنا المفشلات، ولكننا بالإيمان نرى حبيبنا الذي مات عنا هنا، يحيا لنا هناك.

ثانيًا: بيت الآب الرحيب والسعيد. نحن هنا غرباء ونُزلاء، وليس لنا على الأرض مدينة باقية. ولكن في بيت الآب توجد منازل كثيرة لكل الذين هم للمسيح. ولقد مضى سيدنا ليُعِدَ لنا مكانًا هناك.

ثالثًا: شخصه في المجد يشتاق إلينا، وسوف يأتي كوعده «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ». نعم إنه يشتاق إلى الكنيسة المحبوبة، عروسه الغالية، وسوف يُحضرها لنفسهِ قريبًا بعد رحلتها المُضنية في هذا العالم حيث الجهاد والعنا ووحشة الليل.

إننا نجهل المستقبل على الأرض وما قد يكون في الغد، ولا نعلم كم سيطول العمر بنا، ولكننا نُوقن بالنهاية السعيدة في السماء عندما يتحقق الرجاء. ونحن لا نحتاج أن نعرف تفاصيل المستقبل من جهة الزمان، وإنما نحتاج أن لا تضطرب قلوبنا أثناء السفر والارتحال، ونرفع أبصارنا عبر القفار، لنبصر الوطن السماوي الذي اقترب.

فكم من أحزان خيَّمت على حياتنا! وكم من أتعاب واجهتنا في سيرنا! ولكن شكرًا للرب الذي يركب السماء في معونتنا، والذي بوِسعنا أن نرى طلعَته المُشرقة من خلال السُحب القاتمة، والليل الحالك، والريح العاتية، والأمواج المُزبدة. وطالما تثبَّتت عيوننا عليه، فإنه يمكننا السير فوق المياه الهائجة، ونحن نستمع لصوته الحاني الرقيق يقول: «تشجعوا! أنا هو. لا تخافوا».

إن الروح القدس يقودنا ويُبحر معنا صوب الشاطئ الآخر، حيث المدينة السماوية، حيث البيت الرحيب، وحيث الآب ينتظرنا هناك مُرحِّبًا بنا، والابن المبارك سوف يُحضِرنا لنفسه، لنسعَد بحبه ونحظى بمجده. هناك عندما يفيح النهار وتعبر آخر سحابة من المتاعب تكدِّر صفو حياتنا، وآخر شك وحيرة، وآخر فتور وسقوط وخطوات متعثرة، وآخر ظُلم من هذا العالم. هذه كلها ستُطوَى ويلفها النسيان، ويغيب الأعداء وتنتهي الآلام، والقلب يطيب في دار السلام. وفي ذلك البيت الرحيب سنمكث جواره بلا نحيب. هناك سنُسبِّح بألحان النصر وأفراح الخلود عندما يأتينا حبيبنا ليُنجز الوعود.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net