الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاتكال على الرب
مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ ( إرميا 17: 7 )
أيها الأحباء .. أ لم تظهر فينا مِرارًا كثيرة الرغبة في ترك نبع المياه الحية وحفرنا لأنفسنا آبارًا مُشققة لا تضبط ماءً؟ ومع ذلك نتكلَّم عن حياة الإيمان؟!

ولا غرابة والحالة هذه إذا فشلنا وعُدْنا بالخيبة، إذ لا يمكن أن يتأتَّى لنا غير ذلك. فالله لا يريدنا أن نتكِّل على أي سَنَد أو شخص سواه. وقد أعطى رأيُه في أماكن كثيرة من كلمته، وذكَر لنا شيئًا كثيرًا عن ماهية الاتكال على البشر ونتيجته الأكيدة، وعلى سبيل المثال في إرميا 17: 5-8 نجد أسلوبًا قويًا رائعًا، وإيضاحًا كافيًا شافيًا لهذا الموضوع الخطير من وجهيه:

الوجه الأول: خاص بالاتكال على الإنسان، ويجلب لعنة خاصة، ويؤدي إلى الجَدب والخراب، وإلهنا من فرط أمانته يجعل كل مجرى بشري يجف، وكل سَنَد بشري ينهار لكي يُعلِّمنا بذلك جهالة وسخافة تركنا إياه وتحويل نظرنا عنه، وأي تشبيه أوقع وأشد من التشبيهات التي استعملها الروح القدس في إرميا 17: 5، 6 ««ملعون الرجل الذي يتكِّل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعَهُ، وعن الرب يحيد قلبهُ. ويكون مثل العَرعر في البادية، ولا يرى إذا جاء الخير، بل يسكن الحَرَّة في البرية، أرضًا سَبخَة وغير مسكونة». بهذه الكيفية يُشبِّه الوحي كل مَنْ يتكِّل على ذراع بشر، ومَنْ يضع ثقته في الناس.

أما الوجه الثاني فخاص بتبيان البركة العُظمى الناشئة عن الثقة التامة البسيطة في الرب. وأي تشبيه أجمل من التشبيهات التي أتى بها الروح القدس في هذا الصدد «مبارك الرجل الذي يتكِّل على الرب، وكان الرب مُتَّكَلَهُ، فإنَّهُ يكون كشجرة مغروسة على مياهٍ، وعلى نهر تَمُدُّ أُصولها، ولا ترى إذا جاء الحر، ويكون ورقها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف، ولا تَكُف عن الإثمار» ( إرميا 17: 7 ، 8). وليس بعد هذا جمال. هذا هو مثال كل رجل يجعل الرب مُتَّكَله، ورجاءه في الرب لا سواه، فهو يتغذى وينتعش من الينابيع الأبدية المتدفقة من قلب الله، ويستقي من النبع الذي يعطي ماء حياة مجانًا. وإن صادفه ”حَر“ لا يشعر به، وإذا أتت عليه ”سنة قحط“ لا يهتم، وحتى إذا جفت كل المجاري البشرية فذلك لا يؤثر عليه بتاتًا لأنه غير مُعوِّل عليها في شيء، فهو لا يحيد قيد شعرة عن النبع الدائم الفيضان، ولهذا فلا يعوزه شيء من الخير لأنه يحيا بالإيمان.

كل اتكالي دومًا ربي عليكْ
أبيتُ مطمئنًا بين يَديـكْ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net