الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرجاء المسيحي
نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الهَوَاءِ ( 1تسالونيكي 4: 17 )
تعبير ”الراقدين“ الذي يتكرَّر في هذا الجزء النفيس من كلمة الله ثلاث مرات (ع13، 14، 15)، هو تعبير جميل، نزع من الموت رُعبه ومرارته، إذ يَعْتَبره الوحي مُجرَّد رقاد للراحة، يعقبه استيقاظ ( لو 23: 43 ؛ دا12: 13). وغني عن البيان أن الرقاد هنا هو بالنسبة للجسد، وليس بالنسبة للروح أو النفس، اللذين يكونان في مِلء التمتع مع الرب (لو23: 43؛ في1: 23).

وما أجمل هذا التعبير: “الراقدون بيسوع”! إن معرفتنا بأن مُحب نفوسنا هو الذي يعطي لأجساد أحبائه نومًا، كافٍ أن يُحرِّر النفس من أي خوف من جهة هذا الزائر غير المُرحَّب به، أعني الموت.

والرسول في الآية 15 يتحدَّث عن “الأحياء الباقين إلى مجيء الرب”، وفي الآية 16 يتكلَّم عن “الأموات في المسيح”، ثم في الآية 17 يتكلَّم عن الفريقين معًا. وجميل أن نقرأ هنا أن “الرب بنفسه” سوف ينزل من السماء (ع16). إنه لن يترك هذا الأمر لملائكة أو رؤساء ملائكة، ولكن الرب بنفسه. هذا يدُّل على مقدار الإعزاز الذي في قلب المسيح تجاه أعضاء جسده على الأرض. ثم يقول الرسول: «الأموات في المسيح سيقومون أولاً»، ولا يعقب ذلك بالقول: “والأحياء يُخطفون”، بل “ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطَف جميعًا معهم في السُّحب لمُلاقاة الرب في الهواء”. وهذا معناه أن الرجاء المسيحي هو رجاء حاضر، ورجاء حي.

في الاختطاف لن ينزل المسيح إلى الأرض، لكن هذا سيحدث عند الظهور ( زك 14: 4 ). وأما هنا فإنه سينزل فقط إلى الهواء، ونحن سنُخطف لمُلاقاة الرب في الهواء!

واختطاف المؤمنين هو العمل الأول في مجيء الرب يسوع، وهذا الأمر لا تسبقه أية علامات. وسَيلي ذلك رجوعه بالمجد معهم (3: 13). ويقينًا سنعرف أحباءنا الذين سبقونا إلى المجد، بدليل قول الرسول: «سنُخطف.. “معهم” في السحب» (ع17).

والرسول يضع ببساطة ثلاث حقائق عظمى أمام القلب، تعزي الأحياء من جهة أحبائهم الذين رقدوا:

1- أن الذين رقدوا سيقومون.

2- أنه سيتم جمع الشمل من جديد بعد أن فرَّق الموت بينهم.

3- أننا سنبقى مع الرب إلى الأبد.

هذا الحادث العجيب المُنتظَر من عِدَّة أجيال سيتم سريعًا، وربما يتم اليوم. فهل أنت مستعد؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net