الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيمان أبوي موسى
بِالإِيمَانِ مُوسَى، ..، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ ( عبرانيين 11: 23 )
موسى مَثَل عظيم للإيمان، ويبدأ الإيمان في أبويه، ويا لها من تعزية أن نتفكَّر في أن الإيمان كثيرًا ما يبدأ هكذا! لقد ظهر إيمان أبوي موسى في أنهما أخفياه ثلاثة أشهر «لأنهما رأيا الصبي جميلاً»، وكما يقول استفانوس: «كان جميلاً جدًا (أمام الله)»؛ فآمنا بأنه سيكون أداة مناسبة ليستخدمها الله، ولذلك أخفياه بالرغم من أمر الملك بأن يُطرح كل ذَكَر فى النهر. وعندما لم تستطع أُمه أن تخفيه أكثر من ذلك، وضعت الطفل على شاطئ النهر، ولكن في سَفط (تابوت). وكان التابوت رمزًا للمسيح.

وهكذا هو الحال معنا، عندما ننظر إلى الأولاد الذين يعطيهم الله لنا نقول: ليتهم يكونون في جمال لله إلى الأبد، أولاً، نحوطهم بكل عناية مُمكنة محاولين أن نُخبئهم من كل شر فى العالم، وعندما يكبرون ولا نستطيع أن نحتفظ بهم تحت ملاحظتنا المباشرة أكثر من ذلك، إذ نضطر لإرسالهم في هذا العالم الواسع، إلى مدرسة أو إلى عمل، فإن الإيمان بنعمة الله يفعل ما فعله أبوا موسى إذ وضعا الطفل في السَفط قائلين: نحن نضعه هنا معتمدين على الله من أجله. وهكذا يفعل الوالدان التقيان إذ يستودعان للمسيح أولادهما وهما يُرسلانهم بعيدًا عنهما، معتمدين على المُخلِّص الكريم الذي خلَّصنا، ليحفظ أعزاءنا من كل دنس العالم الذي يُحيط بهم.

يجب أن يكون لنا إيمان لأجل أولادنا، لنتمسَّك بالرب لأجلهم قبل أن يستطيعوا أن يتمسَّكوا به لأجل أنفسهم. يقول البعض: “يجب أن الطفل يؤمن لنفسهِ، فأنت لا تستطيع أن تؤمن لأجله”. كلا، فنحن نستطيع أن نؤمن لأجلهم بكيفية حقيقية كما آمن أبوا موسى لأجله. لنفرض أنهما لم يؤمنا لأجله فإنهما كانا قد طرحاه في النهر، وهكذا كانت تكون نهايته من الوجهة الإنسانية. ولكن يا له من مكان وضعاه فيه! في السَفط (في المسيح). ونحن نعلم كيف أخذته ابنة فرعون من على شاطئ النهر وتبنَّته، وأعادته مرة أخرى لرعاية أُمِهِ. إن رعاية الله قد أعطَته كل فوائد محبة أُمِهِ وتربيتها له في طرق الله ومخافته. ولا شك أن تلك الأم الفاضلة قد استغلَّت كل وقتها بنشاط لتربي الولد، لا لإبنة فرعون، بل لله الذي منه ستأخذ أُجرتها الحقيقية. ويا لها من أجرة ستنالها كل أُم تقية أمينة قد صرفت وقتها وقوتها وصلواتها في تربية أولادها في خوف الرب وإنذاره.

فعلِّموا أولادكمْ شريعةَ الإلهْ
وهذِّبوهم في التُقى ليَرثوا الحياهْ

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net