الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحـق
قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ ( يوحنا 17: 17 )
أولاد الله الذين تُميزهم البساطة يقبلون الكلمة في يقين الإيمان بأنها كلمة المسيح الذي أعطاها. والاستناد إلى كلمة الله هو الأساس الوحيد الثابت. والجواب الكافي عن كل سؤال يخطر بالبال مثل: “كيف أعلم هذا؟” أو “كيف أتأكد من ذلك؟” هو أن: الله قال كذلك. فإن كان كلام الله يحتاج إلى بيِّنة أو برهان فلا بد إذن من البحث عن شيء أحق وأصدق من الله لأستمد منه البيِّنة والبرهان. وإن كان الله ليس من حقه أن يتكلَّم بسلطان لا يحتاج معه إلى سَنَد يؤيد ويؤكد ما يقوله، إذن فقد انتفى الإيمان ولا ضرورة له على الإطلاق.

إن الذهن الروحي المُدرَّب يجد في كلمة الله سلطانًا لا يُناقش، وقوة يضمحل أمامها كل جَدَل. والذين صدَّقوا الكلمة ككلمة الحق وتغذُّوا بها صاروا أقدر على استعمالها وأكثر استعدادًا لخدمة الله بها. وحق الكلمة أو صِدقها هو الذي يغذِّي الإيمان، لأن نظر العينين دائمًا يقلِّل من الأهمية التي يعطيها الإيمان لِما نؤمن به. ولا يمكن للإيمان أن يتقوى بالمنظور.

هناك صفة لهذه الكلمة الصادقة وهي أنها «تثبت إلى الأبد» ( 1بط 1: 25 )، أو هي «الحية الباقية إلى الأبد» ( 1بط 1: 23 ). وكثيرًا ما تكون حكمة الناس أو مباحثات هذا العالم ضد كلمة الله، لكن هي الأثبت والأبقى والأحق بأن يُعتمَد عليها، أما غيرها فجرف غير مأمون.

قال الرب لتلاميذه ولآخرين كانوا حوله: «انظروا ما تسمعون! ... لأن مَنْ له سيُعطى» ( مر 4: 24 ، 25). فإن كنت أُخبئ في القلب وأختزن ما سمعته، فحينئذٍ يصير المكتوب جزء من كياني وبالتالي تصير لي طاقة أكبر لقبول مزيد من الحق. وهذا المكتوب الصادق يصير عزيزًا على قلبي، إذا كانت لي شركة مع الله. بل إن كل شيء عزيز وغالٍ على قلب الله يصير عزيزًا وغاليًا عندي.

وكل خطأ لا بد أن يحصل منه ضرر، إنما التقديس والتقويم يكون بالحق. فقد يفرح الناس بالإثم ويتسلُّون بالشر خصوصًا في شباب الحياة وربيع العمر، لكن عندما تغيض النضارة وتميل الشمس إلى الغروب وتجف الينابيع، هل يستطيع غير الحق الإلهي أن يحفظ ويختزن للشيخوخة اخضرارًا ودسمًا؟ ذلك لأن المكتوب الحق الصادق هو حق الله الذي يبقى إلى الأبد الذي يعلن عن أمجاد وصفات يسوع المسيح، ودائمًا يربطنا بمصدر ومنبع كل فيض مبارك.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net