الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع المُقَام
لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ ( يوحنا 20: 9 )
إننا نجد في “يسوع المُقَام” العلاج الناجع لكل أدواء حياتنا. ونجد في مسألة بطرس ويوحنا مثالاً آخر لقوة القيامة (يو20)، فحالتهما لم تكن حالة خطية أو حزن ولكنها كانت حالة حيرة ودهشة، فلما أتيا إلى القبر ونظرا الأكفان موضوعة بكل ترتيب داخله، وجدا في ذلك أمرًا غامضًا. ولكن أين الحل؟ الحلّ في القيامة «لأنهم لم يكونوا بعدُ يعرفون الكتاب: أنَهُ ينبغي أن يقوم من الأموات» ( يو 20: 9 )، ولو عرفا ذلك لَمَا تحيَّرا من ترتيب الأكفان، لأن مَن أباد الموت كان قد عمل عمله العظيم هناك، وترك آثار ظَفَره وانتصاره.

هذا هو الدرس الذي نتعلَّمه من منظر القبر؛ أن الرب يسوع قد جاز في المعركة وانتصر فيها تمامًا إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك في الأكفان، بل انسل خارجها تاركًا الأكفان كما هي، ولكن بطرس ويوحنا لم يُدركا ذلك فرجعا إلى موضعهما. أما مريم فلشدة تعلُّقها بالرب ظلت واقفة لأن محبتها له كان لها مفعول في قلبها يفوق مجرَّد استطلاعها للخبر. ومع أن قلبها كان مكسورًا، ولكنها لبثَت واقفة عند القبر كأنها تُفضِّل أن تقف وتبكي حيث كان سَيِّدها موضوعًا، عن أن تذهب إلى أي مكانٍ آخر. ولكن القيامة قد حلَّت كل المشاكل، فطيَّبَت قلب مريم، وأراحت أفكار بطرس ويوحنا؛ جففت دموع مريم، وأزالت حيرة التلميذين، فيسوع المُقَام هو بالحقيقة العلاج الوحيد لكل المصائب، ونستطيع أن نستعمل هذا العلاج بالمجان.

لمَّا سقط يوحنا إلى الأرض كميت في جزيرة بطمس، ما الذي أقامه؟ يسوع الحيّ المُقَام الذي قال له: «لا تخف، أنا هو الأول والآخِر، والحيُّ. وكنتُ مَيتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين!» ( رؤ 1: 17 ، 18). لمَّا رَّن هذا الصوت في أُذني يوحنا، انتصَب ووقف لأن الشركة مع ذاك، الذي انتزع الحياة من قبضة الموت، أزالت مخاوفه وبعثت في نفسه قوة إلهية.

يا ليت تكون شهوة قلوبنا دائمًا أن نوجد برفقة ربنا المُقَام ما دمنا عابرين في هذا المشهد المُحزن! لأنه حينئذٍ يكون لنا سلام تام، سواء أ كُنا في أتون التجربة أو تحت عواصف الاضطهاد، وحينئذٍ نجد علاجنا الوحيد في الشركة مع يسوع المسيح المُقَام من الأموات، سواء أ كانت قلوبنا حزينة أو كواهلنا مُثقَّلة، أو نفوسنا مُرتبكة ومُتحيِّرة، أو خائفة ومذعورة.

هلِّلويا قد تأكدَ الخبرْ هلِّلويا شوكَةَ الموتِ كَسَرْ
هلِّلويا فمُخلِّصُ البَشرْ سحَقَ القبرَ وقَامَ وانتصرْ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net