الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لست أستحي بإنجيل المسيح
لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ ( رومية 1: 16 )
كل مؤمن حقيقي يستطيع أن يشارك الرسول بولس في مَقولته: «لست أستحي بإنجيل المسيح»، وله من الأسباب العديدة التي تدفعه إلى ذلك:

(1) لأن محبة الله استُعلِنت في هذا الإنجيل: يا له من خبر سار، أن يحب الله البشر! أ يمكن أن يُصدَّق هذا الخبر العجيب! فليس فقط أن الله عنده رحمة للإنسان، وهو طبعًا كذلك، لكنه يحبه. لقد أحبَّهُ إلى الدرجة التي فيها «بذلَ ابنَهُ الوحيد لكي لا يهلَك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية». وما أعجب أنه في المشهد ذاته الذي أظهر الإنسان عمق عداوته وكُرهه لله، أظهر الله سمو محبته نحو البشر ( رو 5: 8 ).

(2) لأن صفات الله كلها تجمَّعت وظهرت معًا: فليس فقط ظهرت رحمة الله ونعمته في الصليب، بل أيضًا ظهر عدله وبرُّه وقداسته. فمن خلفية قداسة الله جهز الله الكفارة، وعلى أساس من البر والعدل أمكن لله أن يقدِّم الخلاص للبشر الخطاة، وأمكن لله أن «يكون بارًا ويُبرِّر مَن هو من الإيمان بيسوع ( رو 3: 26 )، وبذلك استُعلِنَت حكمة الله، وتجلَّت في تبرير المُذنب.

(3) لأن هذا الإنجيل في تمام التوافق مع إعلان الله المُعطى للبشر من بدء الخليقة: فهذا الإنجيل كان إتمامًا لإعلان الله من بدء الخليقة؛ هو جزء لا يتجزأ من نسيج الإعلان الإلهي كله من أوله إلى آخره، وفي تمام التوافق مع الوحي المقدس من البداية حتى النهاية. فهو إن كان يُقدِّم البر للخاطئ المؤمن، فإن هذا يتوافق مع كلمات النبي القديمة «البار بالإيمان يحيا» ( حب 2: 4 تث 30: 14 ). وإن كان به صار الخلاص قريبًا وميسورًا للبشر، فإن هذا تتميم لكلمات الرب لموسى: «الكلمة قريبة منك جدًا، في فمك وفي قلبك» ( إش 45: 21 ؛ رو10: 8). وإن كان الله وحده هو مصدره، فهذا يتوافق مع الإعلان الإلهي على فم إشعياء النبي: «أ ليس أنا الرب ولا إله آخر غيري؟ إلهٌ بارٌ ومُخلِّصٌ. ليس سواي» (إش45: 21؛ أع4: 12). وإن كان المرء لا يحتاج للحصول عليه سوى صرخة بالإيمان إلى الرب، فهذا يتوافق مع ما ورَد في نبوة يوئيل: «كل مَن يدعو باسم الرب ينجو (يؤ2: 32؛ أع2: 21؛ رو10: 13).

(4) لأن هذا الإنجيل يُمتِّع النفس بالسلام، ويملأ القلب بالفرح. إنه يُعطي القوة للسلوك الذي يُرضي الله. إنه يغيِّر الإنسان، ويُغيِّره إلى الأفضل. ليت هذا الخبر يُغيِّر حياتك أنتَ أيضًا!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net