الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 23 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
معونة من بعل شليشة
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ اللهِ خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ ( 2ملوك 4: 42 )
“بَعْل شليشة” كانت تُسمَّى قبلاً “شليشة” ( 1صم 9: 4 )، لكن إيزابل كانت قد أدخلت فيها عبادة البعل فصارت مركزًا للوثنية وتغيَّر اسمها إلى “بَعْل شليشة”. وفي هذه المدينة المُمتلئة بالشرور والوثنية وُجِدَ إنسان يخاف الرب، كان محكومًا بناموس الرب، وكان مُهتمًا بأعواز خادم الرب.

ويا له من أمر مُعَزٍّ وسط الارتداد العام، أن الله يُبقي لنفسه بقية أمينة في كل العصور! كان هذا الرجل مجهول الاسم، لكن اسمه مكتوبٌ في سفر الحياة. لم يكن الأمر مُجرَّد عواطف رقيقة نحو أليشع، بل كان بمثابة طاعة لوصية صريحة في الناموس، إذ مكتوب «أول أبكار أرضك تُحضِرُهُ إلى بيت الرب إلهك» ( خر 23: 19 ). فالباكورات تخص الرب. إنه اعتراف بصلاح الله وأنه صاحب الجميع.

هذا الشخص الذي أحضر التقدمة إلى أليشع لم يخطر بباله قط أنه سيكون مُشارِكًا في معجزة مُبارَكَة صنعها أليشع. إن ذات الأرغفة التي أحضرها هي التي استخدمها رجل الله لإطعام مئة شخص من بني الأنبياء ( 2مل 4: 43 ). والله دائمًا يستخدم القليل الذي نُقدِّمه ويُباركه كثيرًا دون أن ندري، مُحقِّقًا نتائج عظيمة وثمارًا مباركة في الحاضر والمستقبل حتى الأبدية.

ونلاحظ أن العطايا التي تأتي إلينا، قد تأتينا من أماكن لا نتوقعها إطلاقًا. فهذا الشخص لم يأتِ من بيت إيل أو من شُونم، وربما لم يكن شخصًا معروفًا لأليشع من قبل. لقد أتى من بَعْل شليشة ليُحضر خبز باكورة لخادم الله. إننا قد نتوقع مُساعدات من أشخاص قريبين لنا وتربطنا بهم علاقات خاصة. وربما وجدناهم في وقت الحاجة في مرَّات سابقة، لكنهم قد يتخلُّوا عنَّا في أوقات أخرى، وقد نُصاب بالإحباط وخيبة الأمل. لكن الرب سيُحرِّك غُرباء، وخلافًا لِما نتوقع، سيُظهرون عواطف صادقة ومحبة مُضحية ولمسات رقيقة نحونا.

يوسف لم يجد العواطف والمعاملة الرقيقة في إخوته، لكنه وجد نعمةً في عيني فوطيفار، وفي عيني رئيس بيت السجن في مصر. وموسى عُومِلَ بجفاء من إخوته العبرانيين، لكنه وجد قبولاً وترحيبًا عند يثرون في مديان. وفي زمن المجاعة عندما كان إيليا بجوار نهر كريث، فإن الله أمر الغربان أن تعوله هناك. وبولس في احتجاجه الأول لم يحضر أحدٌ معه من أحبائه، لكنه في جزيرة مليطة، قَدَّم له أهلها البرابرة إحسانًا غير المعتاد.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net