الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السير مع الله
وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ ( تكوين 5: 22 )
سار أخنوخ مع الله سير الأصدقاء سير مُتَحِدي القصد، مَن يحلو بينهم الحديث ويطول بينهم الكلام، يتكلَّمون لغة واحدة ويهتمون اهتمامًا واحدًا. ومن متابعة الأجزاء القليلة التي ذُكِرَ فيها أخنوخ ( تك 5: 18 -24؛ عب11: 5؛ يه 14)، يُمكننا أن نُدرك أن الحديث بين أخنوخ وإلهه شمل الكثير. لقد فَهِم عالمه، بل وعَلِم ما لم يتم بعد، كما نفهم من رسالة يهوذا! لا بد أن الكلام بينهما كان يشمل كل شيء.

هذا هو الدرس الذي نحتاج أن نتعلَّمه: أن نتحدث مع إلهنا، ويطول الحديث. ليس أن “نصلي” بالمفهوم الذي تعارف عليه الناس، بل أن يحلو بين المؤمن وربِّه الحديث بلا حدود.

عندنا طلبات؛ لنرفعها له فهو يسمع لنا. في قلبنا تشكُّرات؛ لنُكثِر منها فهو جديرٌ بها. إن أُعجِبنا بمناظر الطبيعة، أ فلا يستحق خالقها كلمات تقدير؟! وعندما نكتشف شيئًا من جماله وجلاله، أ ليس من الواجب أن نُسبِّحه؟! وسط ظروفنا، ليكن هو الملجأ الوحيد. في مخاوفنا، لنتعلَّم أن يكون أول مَن نقول له: “يا رب نجِّنا”. وعندما تميِّز عيوننا، من بين سطور الأحداث، أنه العلي المتسلط في مملكة الناس، فهل نقف صامتين؟! أ ليس لدينا تساؤلات؟! أوَ لا نحتاج لأن نطلب منه أن يفتح أذهاننا ويكشف عن عيوننا لنفهم كلمته؟! ماذا عن سر الرب الذي لخائفيه؟! إخفاقاتنا وزلاتنا، ألا نحتاج لأن نتحاجج معه بشأنها؟! ألا يمكننا أن نشاركه الحديث عن عمله وأموره؟! ماذا عن أقارب لنا لم يختبروه بعد؟! وشهادتنا له وسط هذا العالم؟! ومجده وسط الكنيسة؟! أوَ لا نُعبِّر له عن أشواقنا للِّقاء الأبدي؟! ..

بعد كل هذا .. هل نسأل عن محتوى الحديث بين أخنوخ والله؟ أو نشتكي أننا لا نجد ما نقوله وقت الصلاة؟!

ولتكتمل الصورة، أوَّد أن أوضح أن كل ما تقدَّم هو منهج حياة، ليس مُجرَّد دقائق - ولا حتى ساعات - نقضيها في وقت “صلاة” أو “خلوة” أو “أداء” شيء ما أو طقس. لنتعلَّم أن نتكلَّم معه في خلوتنا كما ونحن وسط الألوف. لنُحادثه ونحن في طرقنا، وعملنا، واجتماعاتنا. في صحونا وفي وقت الأرق، ونحن نستيقظ ونحن نأوي لفراشنا. في الضيق ووقت الفرج، في المعركة وعند النصرة، في الحاجة وبعد انقضائها. باختصار، ليكن الله حاضرًا في كل الحياة، ففي حضوره البركة في ملئها، وتلك هي حياة الشركة.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net