الله لا يعطينا تفصيلات خطته في حياتنا دفعة واحدة. ويجب ألا نخطو أبعد من النور الذي عندنا، بل أن نتحسَّس الطريق ونسير فيه بحذر.
عندما أطاع إيليا وذهب في شجاعة الإيمان وأبلغ أخآب برسالة القضاء، أعطاه الرب الخطوة التالية. والله دائمًا لا يعطينا رؤية بعيدة المدى، بل خطوة واحدة في الوقت الواحد. والطاعة هي المطلَب الأول والأساسي لكي يعطينا الخطوة التالية. كثيرون ممَّن يعملون عمل الله يريدون أن يروا النهاية من البداية. لكن هذا يعني عدم الثقة في الله والثقة في المنظور فقط. الإيمان يثق ويطيع دون أن يرى شيئًا. إنه يستأمن الله في ما يخص الغد.
عندما تقابل الرب مع شاول الطرسوسي في الطريق إلى دمشق وسأله: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟»، كانت الإجابة: «قم وادخل المدينة فيُقال لكَ ماذا ينبغي أن تفعل» ( أع 9: 6 ). وقد ظل ثلاثة أيام لا يبصر في انتظار الخطوة التالية.
إن كل ما نحتاجه سيعطيه الرب لنا على قدر المطلوب يومًا فيومًا. كما هو مكتوب: «كأيامك راحتك (قوتك)» (تث33: 25).
من اختبارات إيليا نتعلَّم أن خادم الله يجب أن يثق فيه ثقة مطلقة، ولا يقلق أو يهتم، بل يلقي على الرب همَّه وهو يعوله. لقد أمره أن يذهب ويختبئ عند نهر كريث، الذي هو مقابل الأردن، ويُقيم هناك. وقد أمر الغربان أن تعوله هناك. وكان كل مُراد النبي أن يكون في المكان الصحيح الذي يريده الرب. فهل نحن كذلك؟ هل المتاعب التي نمرّ بها هي نتيجة وجودنا خارج مشيئة الله؟ إننا لا بد أن نواجه المتاعب والصعوبات في هذا العالم، وهذا لا يجب أن يُفشِّلنا. فالله في نعمته كافٍ لنا لمواجهة كل الظروف. ولكن هناك فارق بعيد بين أن تأتي المتاعب ونحن في مشيئة الله وفي المكان الصحيح، وبين أن تأتي ونحن بعيدون عن مشيئته وعن المكان الصحيح الذي يريدنا الرب أن نكون فيه. ويا لها من راحة وأمان نشعر بهما إذا كنا نواجه ظروفًا معاكسة ونحن في المكان الصحيح! إذ سنشعر أن الرب في صفِّنا، قريبٌ منَّا، وسنشعر بذراعه التي تُحيط بنا، وصدره الذي يضمُّنا، وشخصه الذي يعتني بنا.