الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راعوث وبوعز
قَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: مُبَارَكٌ هُوَ مِنَ الرَّبِّ ... الرَّجُلُ ذُو قَرَابَةٍ لَنَا. هُوَ ثَانِي وَلِيِّنَا ( راعوث 2: 20 )
إننا لا نجد مثالاً عن عجز الإنسان أفضل من رَاعوث: أولاً: كانت مؤابية، وبالتالي ممنوعة مِن الدخول إلى جماعة الرب ( تث 23: 3 ، 4).

ثانيًا: كانت أرملة فقيرة مُعدَمة.

ثالثًا: حلقة اتصالها الوحيدة بشعب إسرائيل: نُعمي، لم تُعطِ لها شهادة واضحة عن إله إسرائيل. رغم أن نُعمي بدأت بالسير في الاتجاه الصحيح بالعودة إلى وطنها، إلا أنها لم تشجع كنَّتيها على الذهاب معها، بل ألقت اللوم - في مرارة نفس - على الله في كل مشاكلها.

ولكن الله يُسرّ بالانتصار على فشل الإنسان، وهذا ما فعله في حالة راعوث. لم تُجدِ معها محاولات نُعمي بإقناعها بالرجوع إلى شعبها وآلهتها. كلماتها الجميلة المليئة بالإصرار تُعبِّر عن تجاوبها مع نعمة الله: «لا تلحِّي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ، لأنه حيثما ذهبتِ أذهب وحيثما بتِ أبيت. شعبُكِ شعبي وإلهُكِ إلهي» ( را 1: 16 ). اختارت راعوث بهذه الكلمات القليلة طريقًا لتتبعه، ومكانًا لتعيش فيهِ، وشعبًا لتنضم إليه، وشخصًا لتثق به؛ إله إسرائيل.

كان بوعز أول شخص التَقت به راعوث في بيت لحم. هناك عِدَّة أشياء فيه تذكِّرنا بربنا يسوع المسيح؛ أولاً: كان ذا قرابة لأليمالك، والله كي يُرينا نعمته، كان على ابن الله أن يصبح “ذا قرابةٍ لنا” أي يصير إنسانًا ( عب 2: 14 ، 15). ثانيًا: كان بوعز رجلاً غنيًا، وقيل عن «نعمة ربنا يسوع المسيح ... أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقرهِ» ( 2كو 8: 9 ). ثالثًا: كان بوعز من بيت لحم؛ نفس القرية التي وُلِدَ فيها الرب يسوع ( لو 2: 4 -6). رابعًا: تكلَّم بُوعَز بكلمات مليئة بالنعمة مما يذكِّرنا ببداية خدمة الرب في الناصرة «وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمهِ» ( لو 4: 22 ). خامسًا: أظهر بوعز اهتمامًا براعوث الغريبة المسكينة، والأناجيل الأربعة تردِّد صدى اهتمام الرب بالمساكين، فهو قد جاء ليبشِّر المساكين ( لو 4: 18 ).

والعلاقة بين بوعز وراعوث ترمز إلى العلاقة بين المسيح وشعبه. دعاها لتلتقط في حقله، ضامنًا لها الحماية الكاملة. وعندما حان وقت الطعام رحَّب بها على مائدته، واهتم بها بطرق لم تخطر على بالها، موصِيًا غلمانه «وأنسلوا أيضًا لها من الشمائل ودعوها تلتقط ولا تنتهروها» ( را 2: 16 ). وهذا يُذكِّرنا بقبولنا في المسيح ( أف 1: 6 )، وبالشركة التي دعانا إليها ( أف 2: 19 -22)، وبوعده أن يسدِّد كل احتياجاتنا ( في 4: 19 ).

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net