الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا تضطهدني؟!
شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ ( أعمال 9: 4 )
كان شاول شابًا يهوديًا متدينًا، كان يُمارس كل الفرائض والطقوس بكل دقةٍ، إذ كان فريسيًا. وفي ولاَئِه الشديد لديانة آبائه، أخذ يضطهدُ أتباع المسيح حتى الموت. وهو نفسه، فيما بعد، وصف حالته فقال: إنه كان «مُفتريًا». وهذه هي خُلاصة حياة الشاب شاول. لكن الرب اعترض طريقه، فقد ظهر له بنور من السماء، وبصوتٍ يخاطبه ويُناديه، نداءً شخصيًا: «شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟».

كان شاول يُبغِض اسم «يسوع الناصري»، ولأنه لم يقدر أن يصل إليه شخصيًا فقد أظهر كراهيته له في أشخاص تابعيه. لكن المسيح استوقفه بسؤال المحبة والعتاب: «لماذا تضطهدني؟»، وكأنه يقول له: أنا أحبك، فلماذا تكرهني؟

«لماذا تضطهدني؟»: كان شاول يظن أنه بعدائه لأتباع المسيح، يُقدِّم خدمة لله. فإذا به يُفاجئ بالرب يسوع المسيح، المُمجَّد في السماء يقول له: إن كل خططك وأعمالك خاطئة. إنك لتستوجب عليها أشد الجزاء من حيث تتوقع الثناء. إنك تُعادي - دون أن تدري - ملك الملوك ورب الأرباب، لكننى سأُسامحك، وسأغفر لك كل صفحات ماضيك الأسود. ويا له من موقف غيَّر كل أفكار ذلك الشاب فى لحظةٍ! لقد اكتشف أنه كان في صف الشيطان، بل وآلةٌ في يدهِ أيضًا، بينما هو يظن أنه يؤدي خدمة لله!

لمَّا سمع شاول هذه الكلمات، وهو ساقطٌ على الأرض، أجاب وقال: «مَن أنت يا سيد؟ فقال الرب: أنا يسوع الذي أنتَ تضطهده». إنه لقاء شخصي لشاول مع الرب! إننا هنا نرى الإنسان والربُّ وجهًا لوجه. هل لاحظت الأسلوب الشخصي في رَّد الرب يسوع على شاول: «أنا .. وأنت» .. «أنا يسوع الذي أنت تضطهدُهُ» .. أنا المحبةُ، وأنت الكراهية .. أنا النورُ، وأنت الظلمة .. أنا التسامحُ، وأنت الحقد؟ هذا كله وأكثر تُلخِّصه كلمات المسيح المُحددة «أنا يسوع الذي أنت تضطهدُهُ».

ولقد انتصرت محبة الرب، وكان لا بد أن تنتصر، فتغيَّر شاول بعد هذه المقابلة تغييرًا كُليًا. لقد انتهى شاول القديم، وأصبح في المسيح إنسانًا جديدًا، وذلك لأن لقاءً شخصيًا له مع الرب قد حدث، فيه استمع صوت الرب متكلِّمًا إليه. آه ما أحوج الملايين اليوم إلى مثل هذا اللقاء؟! أصلي أنه، إذا لم يكن قد سبق لك مثل هذا اللقاء مع المسيح العجيب، أن تختلي به الآن، فتنعَمُ بذلك اللقاء المُغيِّر؛ لقاء الإنسان والرب وجهًا لوجه.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net