الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
للرب الخلاص
فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ، وَقَالَ: ... لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ ( يونان 2: 1 - 9)
«للرب الخلاص» .. كلمتان ثمينتان جدًا ولا يُدرك عُظم قيمتهما تمامًا إلا مَن كشف له الروح القدس عن معنى وقوة تلك الكلمة الصغيرة “هالك”. وعندما نطق يونان بهاتين الكلمتين، كان قد وصل والحق يُقال إلى أحط درجة ممكن أن يصل إليها إنسان.

ونتعلَّم من أقوال ربنا نفسه - له المجد – أن يونان كان رمزًا لمَن هو أعظم من يونان، ولكن رمز من وجهة واحدة فقط، وهي من حيث وجوده في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. وهناك فارق عظيم بين الرمز يونان والمرموز إليه يسوع المسيح الذي نزل إلى الأعماق طاعةً للآب ونيابةً عن الآخرين، بينما يونان نزل إلى الأعماق نتيجة عصيانه وتمرُّده. المسيح تألم من أجل الأثمة، وأما ألم يونان فكان ثمرة عصيانه، وحُزنه جنَاه هو على نفسه، وشتَّان بين الأمرين! ولكن بالرغم من هذا كله نسمع صوت يونان يرِّن في آذاننا من أعماق جوف الهاوية قائلاً: «للرب الخلاص».

وهنا نرى تدريبًا وآلامًا نفسية عميقة، فالعمل في هذا كله ليس سطحيًا ولا مجرَّد اعتراف شفوي، أو تكرار عبارات دينية محفوظة مُنمَّقة من غير شعور شخصي مُلتهب، بل إن كل كلمة ونبرَة من هذه الصلاة تدُّل على حقائق عظيمة وجوهرية. فنفس يونان شعرت ببعض أهوال الجحيم والهاوية، وذاقت مرارة وهول الظلمة الخارجية، وعذاب الطرح من أمام وجه الله، وثقل تيارات ولُجج يهوه العظيم الشديدة الوطأة، وظلام الحفرة الجهنمية الحالك، وأحزانها المُريعة ( يون 2: 2 -9).

وقد اجتاز نائبنا المبارك أهوال الدينونة لأجلنا لكي يُخلِّصنا منها إلى الأبد. الكرامة والحمد لاسمهِ العظيم. فقد وُضِع إلى تراب الموت، وعجَّت فوق رأسه جميع تيارات ولُجج غضب الله العادل ضد الخطية، وذاق مرارة وعذاب الترْك من الله حتى لا يذوقها شعبه إلى الأبد، لهذا نشكره ونحمده مدى الأجيال.

ولكن، مَن هم الذين يحق لهم أن يتمتعوا بهذه النتائج الباهرة ويقطفوا ثمار هذه الآلام النفسية التي احتملها نائبنا ومعبودنا الوحيد؟ هم أولئك الذين عمل روح الله القدوس في قلوبهم وضمائرهم فجعلهم يشعرون ويقرِّون بأنهم مُستحقون لنيران غضب الله الأبدية، ومن المُحقق أننا كلَّما ازداد شعورنا بعُظم عذابات الجحيم، كلَّما ازداد شكرنا لنعمة الله التي خلَّصتنا وأنقذتنا، وكلَّما ازداد تقديرنا وابتهاجنا برضاه الأبدي علينا.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net