الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة الأخوية
وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ .. أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ .. مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ .. ( 1تسالونيكي 4: 9 )
إن الأُخوَّة المسيحية الحقيقية ليست شيئًا هيّنًا، بل هي أمر مُكلِّف؛ إنها تعني الحب، والحب العميق؛ الحب الذي يُسَرّ بالبذل والتضحية، ويبتهج بالإيثار والعطاء.  ولا يمكن أن يكون أحدنا جديرًا بلقب “الأخ” إذا لم يكن قد أعطى الجهد والتعب والمال والوقت والقوة لأجل الآخرين.  وما أكثر الذين يدعون أنفسهم “إخوة” دون حقٍّ. 

إن الأُخوَّة الرخيصة هي أٌخوّة زائفة لأننا «بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاكَ وضع نفسَهُ لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة. وأما مَن كان له معيشة العالم، ونظرَ أخاهُ محتاجًا، وأغلَقَ أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيهِ؟ يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق!» ( 1يو 3: 16 -18). 

والمحبة الإلهية الحقيقية أكثر من مُجرَّد شعور أو عاطفة.  إنها مبدأ يحرِّك اليد ويفتح الجيب والبيت لأجل الإخوة.  فإن لم أكن أنا بمواردي المحدودة، عونًا للأخ المِعوَز، وسِترًا لأخطائه، وحكمة لجهالته، ومبسوط اليد لحاجته، وباكي العينين لِمحنته، ومسرور القلب لفرحه: إن لم أكن كل هذا لأخي، فلا معنى لإعلاني أني «أحب الله»، وأني واحد من الذين لا يستحي المسيح أن يدعوهم إخوة ( عب 2: 11 ).

وما أجمل أن تجتمع “المحبة الإلهية” مع “الأُخوَّة المسيحية” لتكوِّن “المحبة الأخوية” التي يتعلَّمها المؤمنون «من الله» ( 1تس 4: 9 )، إذ إنها تنبع من محبة الله التي في قلب المؤمن وفي طبيعته الإلهية.  وهذه “المحبة الإلهية” تُعطينا أن نختبر ونتمتع بمناخ وأجواء بيت الآب، ونحن ما زلنا على الأرض.

والمحبة الأخوية لا تعرف الروح الطائفية الخادعة التي تجعل المؤمن لا يتكلَّم إلا عن اجتماعه، وعن إخوته الذين في شركة معه، قاصدًا بذلك جماعة قليلة من أولاد الله، وتجعله لا يُبالي بخدمة جميع الذين مات المسيح لأجلهم.  إنها يجب أن تتجه «نحو جميع القديسين» ( أف 1: 15 )، وليس فقط نحو أولئك الذين نميل إليهم؛ الذين أفكارهم وشعورهم وعاداتهم واهتماماتهم وممارساتهم - تقريبًا - تُماثل أفكارنا وشعورنا وعاداتنا واهتماماتنا وممارساتنا.  صحيح قد أجد لذة خاصة في أخ روحي أكثر مما أجد في أخٍ آخر، لكن يجب عليَّ - بدافع المحبة الأخوية - أن أنشغل بأخي «الضعيف» بمحبة صادقة تسمو فوق ضعفه، لكي أرُّد نفسه أو أقيله من عثرته.  ولنستمع جيدًا لتحريض الرسول «أَسندوا الضعفاء» ( 1تس 5: 14 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net