الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 9 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتظر الإجابة
قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: مَا هُوَ الْحَقُّ؟ وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ ( يوحنا 18: 38 )
سأل بيلاطس الرب: «ما هو الحق؟»، ثم يقول الكتاب إن بيلاطس بعد أن سأل هذا السؤال «خرج أيضًا إلى اليهود»! لقد سأل سؤالاً غاية في الأهمية، لكنه للأسف لم ينتظر الإجابة التي ربما كانت ستغيِّر حياته وأبديته. وهكذا نفعل نحن كثيرًا؛ نسأل ولا ننتظر الإجابة، ربما نقضي أوقاتًا طويلة في الصلاة لنسأل، لكننا لا نقضي دقائق معدودة منتظرين الإجابة، ربما تمتلئ أيامنا بالاجتماعات الروحية والمؤتمرات، لكننا نذهب ونعود وما زالت الأسئلة تلِّح علينا دون إجابة. ربما تَردَّد صدى هذا السؤال كثيرًا في أعماقك: «ما هو الحق؟»، ثم خرجتَ من أمام الرب دون أن تنتظر إجابته لك. ربما لديك سؤال مُلِحْ عما يحدث معك في هذه الأيام، لكنك لم تُكلِّف نفسك وتجلس أمام الرب لتسمع إجابته التي تُريح قلبك، وتُعيد السلام والفرح لنفسك.

ولو سألنا أنفسنا: تُرى ما نتيجة هذا الأمر؟ نرى النتيجة هنا أيضًا في موقف بيلاطس؛ لقد عاد مرة أخرى أمام الرب، لكن بعد أن سمع كلام الناس، فكانت النتيجة أنه اتخذ قرارًا خاطئًا بأن يُطلِق الباطل مُمثَّلاً في باراباس، ويُقيِّد الحق ويُسلِّمه مُمثَّلاً في المسيح. هذه هي النتيجة الطبيعية لمَن يترك أسئلته مُعلَّقة مع المسيح، ويستقي إجاباته واحتياجاته من الناس. يترك الشخص المجيد الذي عنده إجابة شافية وكافية لكل سؤال، وإيفاء لكل احتياج، وسداد لكل الإعوازات، ويذهب لمَن ليس لديه إلا الوَهم والخداع. يترك النور الحقيقي، ويُلقي بنفسه في عمق الظلام. هناك حتمًا لن يجد الحق، ولن يعرف الحقيقة، هناك سينخدع بالباطل، ويأخذه الناس إلى حيث لا ينبغي أن يكون، هناك ربما لا يُدرك أنه «ملعون الرجل الذي يتكِّل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبُهُ» ( إر 17: 5 ).

ليتنا ندرك أن «طالبو الرب يفهمون كل شيء» ( أم 28: 5 )، وليتنا نعلم أن الرب وحده هو مَن يعطينا البصيرة لنعرف الحق «نعلَم أن ابن الله قد جاء، وأعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن في الحق في ابنهِ يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية» ( 1يو 5: 20 )، فالرب يُسرّ جدًا أن يُعلِن لنا الحق ويكشف لنا التعليم الصحيح، ويُجيبنا الإجابات التي تُريحنا وتُسكِّننا «سر الرب لخائفيهِ، وعهدُهُ لتعليمهم» ( مز 25: 14 ).

انتظري الربَّ يا نفْسي يســوعُ قريبْ
يَميلُ إليكِ وَيسمَعُـكِ كذاكَ يُجيبْ

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net