الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاعتراف بالمسيح
كُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ( متى 10: 32 )
أَ ليس من المنطقي أن يعترف تلاميذ المسيح به قدَّام الناس بلا خوف؟ فكل عار وخزي واضطهاد وضيق يحتملونه، سيُكافأ بكثرة في السماء عندما يعترف الرب يسوع بهم أمام أبيه في السماوات. أما إنكارنا للمسيح على الأرض فسيُقابَل بإنكاره هو لنا قدام الله في السماوات «مَن يُنكرني قدام الناس أُنكره أنا أيضًا قدام أبي الذي في السماوات» ( مت 10: 33 ). وإنكار المسيح بهذه الصورة يعني رفض الإقرار بمطالبه في حياة كل منَّا. فالذين عبَّرت حياتهم على أنهم لا يعرفونه، سوف يسمعونه يقول لهم في النهاية: ”لا أعرفكم“. وطبعًا لا يُشير الرب إلى إنكاره بشكل عابر أو كزلَّة، مثلما حدث مع بطرس، بل بالحري يُشير إلى إنكار يومي ودائم. فإنكار الرب الدائم لا يحدث سوى مِن غير المؤمنين.

لقد أظهر اللص التائب وهو فوق الصليب الفرعين الرئيسين للإيمان الحقيقي الذي يخلِّص، فآمن بقلبه واعترف بفمه ( رو 10: 9 ).  نعم، فهذا اللص استطاع - بنعمة الله - أن يخالف العالم بأسره مُخالفة تامة في أهم موضوع حيوي عُرِض أو يمكن أن يُعرَض؛ ألا وهو المسيح.  لقد أصبح هذا اللّص تلميذًا مُخلِصًا للمسيح، وقد جاهر واعترف بما يكِّنه قلبه من إيمان صحيح وثقة وطيدة، فاعترف بلاهوت المسيح وربوبيته، وآمن بقيامته من بين الأموات وبمجيئه ثانيةً ليؤسِّس مُلكه «ثم قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك» ( لو 23: 42 ).

هذا اللّص يُخجِّل عشرات الآلاف من المؤمنين اليوم الذين يَخجلون من المُجاهرة بالمسيح وسط عالَمٍ مُعادٍ له، ناكرٍ لصليبه، وناكرٍ لربوبيته. نعم، ألا نخجل كلنا من قوة شهادة ذلك اللص يوم أن كان المسيح على الصليب بالمقابلة مع شهادتنا الباهتة الضعيفة، مع أن المسيح اليوم مُمَجَّد في السماء، وجالس عن يمين الله وقد دُفِع إليه «كل سلطان في السماء وعلى الارض»؟ آه، ليت كثيرين بيننا يكونون من أمثال هذا اللص التائب!

عزيزي: إن كنت تُحب الرب، فمن واجبك أن تشهد له أمام الآخرين. يمكن أن يكون كل ما يعوزك للقيام بذلك هو أن تقول لشخصٍ ما: ”الرب يسوع يعني لي الكثير ... خطايايَ هي التي أتت بالمسيح إلى الصليب، والمسيح هو الذي أتى بي إلى الله ... أتمنى لك لو تعرفه أنت أيضًا!“. ولسوف يُفاجئك ما يمكن أن تفعله مثل هذه الشهادة البسيطة الصريحة.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net