الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السيطرة الإلهية
وَإِذْ هُوَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ أَتَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تَرْعَى ( تكوين 29: 9 )
في بيت إيل تأكَّد يعقوب من مَعيَّة الرب وحفظه له، وأنه يتكلَّم بالخير من جهته، وهذا أعطاه طاقة جديدة وعزمًا جديدًا في الارتحال عبر القفار، فرفع رجليه وانطلق ( تك 29: 1 ).

وصل يعقوب بسلام إلى المحطة التي كان يقصدها، وحطّ رحاله عند بئر حاران. سأل عن خاله لابان وعلم أن له سلامة، وفي التوقيت ذاته جاءت راحيل ومعها غنم أبيها عند البئر ذاته. وهناك تقابل معها لأول مرة، وكان اللقاء حارًا. ويا لأعمال العناية المترفقة التي حملت الدليل على صِدق المواعيد والرِفقة الإلهية!

ليس بمَحض الصُدفة جاء يعقوب إلى هذه البئر، ولا بمحض الصُدفة جاءت راحيل في اللحظة ذاتها. ولا توجد صُدَف تحدث في عالم تحت السيطرة الإلهية. بالمِثل لم يكن بمحض الصُدفة أن تعبر قافلة الإسماعيليين بالمكان الذي كان فيه إخوة يوسف وهم يفكرون في التخلُّص منه. ولا كان بمحض الصُدفة أن ينزلوا به إلى مصر ( تك 37: 25 -28).

ولم يكن بمحض الصُدفة أن ابنة فرعون تنزل إلى النهر لتستحم في المكان ذاته وفي اللحظة ذاتها التي كان فيها السَفط الذي يحوي موسى موجودًا بين الحلفاء. وعندما فتحت السفط ورأت الصبي العبراني يبكي، رقَّت له ( خر 2: 5 ، 6).

ولم يكن بمحض الصُدفة أن يذهب جدعون إلى طرف محلة المديانيين ويسمع واحدًا يقص حُلمه على صاحبه، ويسمع تفسير صاحبه لهذا الحُلم أن الرب قد دفع المديانيين ليدهِ ( قض 7: 13 ، 14).

ولم يكن بمحض الصُدفة أن تصرخ الشُونمية إلى المَلك لأجل بيتها وحقلها في ذات اللحظة التي كان جيحزي يقص فيها على الملك جميع العظائم التي فعلها أليشع، ومنها إقامة ابنها من الموت ( 2مل 8: 3 -5).

ولم يكن بمحض الصُدفة أن طار نوم المَلك أحشويرش في تلك الليلة التي أعدَّ فيها هامان خشبة ليُصلَب عليها مردخاي، ويطلب سِفر أخبار الأيام، ويقرأ حادثة مردخاي الذي أنقذ حياته من مؤامرة اغتيال. وهذا أدَّى إلى إنقاذ حياة مردخاي وتكريمه ( أس 6: 1 -3).

إنه في كل التاريخ لا أحداث بالصُدفة، ولا مقابلات بالصُدفة، ولا تأخير بالصُدفة، ولا فرص تأتي أو تضيع بالصُدفة. بل الله من وراء الستار «يعمل كل شيءٍ حسبَ رأي مشيئتهِ» ( أف 1: 11 ).

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net