الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 3 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ارجع يا حبيبي
إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ ..، ارْجِعْ وَأَشْبِهْ يَا حَبِيبِي الظَّبْيَ أَوْ غُفْرَ الأَيَائِلِ عَلَى الْجِبَالِ.. ( نشيد 2: 17 )
ما أكثر الظلال في حياتنا! الظلال من العالم وماديته الذي كثيرًا ما طغى علينا، ومن الخطية الساكنة فينا، والتي كان ينبغي ألاَّ نسمح لها بأن تعمل، ولكنها كثيرًا ما خدعتنا وقطعت شركتنا مع الحبيب. وظلال من الجسد وتدخُّله حتى في العبادة في الاجتماع. وظلال من اللحم والدم والضعف المرتبط بأجسادنا الترابية الهشة التي ما أقل ما تتحمَّل، وينطبق علينا القول: «أما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف». وفي حياتنا ما أكثر ضباب الحيرة وظلال الشك! إننا نسير الآن ”في وادي ظل الموت“، كما أننا «ننظر الآن في مرآة، في لُغز». هذه كلها ستنتهي عندما يأتي المسيح. وعن قريب جدًا سيفيح النهار، وستنهزم الظلال، وسوف نكون مثله، لأننا سنراه كما هو ( 1يو 3: 2 ).

كان قد سبق أن قال هو لها: «قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي» (ع10، 13)، وها هي هنا ترُّد عليه قائلة: «ارجع يا حبيبي» (ع17). أي إلى أن يتحقق الرجاء السعيد بمجيئك، فإننا نرجو الآن أن نراك يا حبيب.

والمسيح إن كنا لا نراه بعيوننا الآن، لكن نراه بالروح القدس الساكن فينا ( يو 14: 19 ). لقد وعد أنه سيأتي ثانيةً، لكن إلى أن يجيء شخصيًا، وعد أن يُمتِّعنا به بالروح. فما أعظم نصيب المؤمن بالمسيح: بالروح الآن، وعن قريب بالعيان!

إن العروس هنا كأنها تقول: ”أريد أن تصل السماء إليَّ، قبل أن أصل أنا إليها“. وكيف كان يمكن أن يتم هذا بالنسبة لعروس سفر النشيد؟ هذا شبه مستحيل، ولكنه بالنسبة لنا مُتاح، والاجتماعات إلى اسمه تُمتعنا في ليل غيابه بالالتقاء معه.

وتعبير ”الجبال المُشعَّبة“ هو في الأصل العبري: جبال ”باثر“، وتعني جبال الانفصال. وقد وردَت الكلمة عينها في تكوين 15، عندما شق إبراهيم الذبائح، وجعل كل شق مقابل صاحبه. وقد توحي تلك الجبال بانفصالنا عمَّن نحب، لكن قريبًا سينتهي هذا الانفصال «وهكذا نكون كل حينٍ مع الرب» ( 1تس 4: 17 ).

ستكون هناك مصاعب جمة (جبال) قبل أن يأتي الحبيب إلينا، وليس فقط جبال، بل جبال مُشعَّبة، أي ذات دروب صعبة ومُحيِّرة. فماذا نحن فاعلون؟ يقول الرسول: «غير تاركين اجتماعنا كما لقومٍ عادة ... وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يَقرُب» ( عب 10: 25 ). إن أشواقنا ليوم اللقاء تزيد تعلُّقنا بالاجتماع إلى اسمه، وتمتُّعنا بمحضر الرب يزيد أشواقنا ليوم اللقاء.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net