الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما اسمُهُ؟ وما اسم ابنِهِ؟
مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ ... مَا اسْمُهُ؟ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟ ( أمثال 30: 4 )
في أقوال “أجور ابن مُتَّقية مسَّا” جاء هذا السؤال: «مَن صِعدَ إلى السماوات ونزل؟ مَن جميع الريح في حَفنتيهِ؟ مَن صَرَّ المياه في ثوبٍ؟ مَن ثبَّتَ جميع أطراف الأرض؟ ما اسمُهُ وما اسمُ ابنهِ إن عرفتَ؟». سؤال غريب ومُدهش لم يستطع أحد في العهد القديم أن يُجيب عنه، ولكن الآن وقد رُفع البُرقع، أمكن لنا نحن أن نعرف هذين الاسمين. فالكلمة في كمالها الإلهي تُعظمهما وتُعلنهما في أمجادهما الفائقة. وبعض عبارات إنجيل يوحنا تُرينا الابن الذي بنفسهِ نزل من السماوات؛ الكلمة الذي صار جسدًا. وفيها الجواب عن سؤال “أجُور”، ومنها أيضًا نعرف الآب ونعرف الابن «وليس أحدٌ صَعِدَ إلى السماء، إلاَّ الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» ( يو 3: 13 )، «الله لم يَرَهُ أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1: 18 ).

فهذان الاسمان اللذان بخصوصهما يسأل ”أَجُور“ قائلاً: «إِن عرفتَ؟»، قد أُعلِنا لنا بكل وضوح، حتى تتعلَّم قلوبنا ما فيهما من معاني مُعزية ومُفرِحة. فالذي عرَّفنا باسم الآب هو الابن الوحيد الذي في حضن الآب، وهو يقول للآب: «وعرَّفتهم اسمك وسأُعرِّفهم، ليكونَ فيهم الحُب الذي أحببتني بهِ، وأكون أنا فيهم» ( يو 17: 26 ).

واسم الابن قد أُعلِن من السماء بواسطة الآب عند ظهور الابن في هذا العالم «هذا هو ابني الحبيب الذي بهِ سُررت» ( كو 1: 13 )، و«صورة الله غير المنظور» ( كو 1: 15 )، و«بهاء مجدِهِ» ( عب 1: 3 ).

إن إنجيل يوحنا يُحدِّثنا في كل أجزائه عن الآب وعن الابن. فهو يُرينا الآب في ابنهِ الذي هو صورته، ويُرينا الابن في الآب الذي هو محبة. والآب والابن يسكبان هذه المحبة على بني البشر بغزارة وفي نعمة فائضة. «الآب يحب الابن وقد دفعَ كل شيءٍ في يَدِهِ» ( يو 3: 35 )، وفيه كانت لذَّته دائمًا ( أم 8: 30 )، وأحبَّه قبل إنشاء العالم ( يو 17: 24 )، والابن يُحب الآب «إني أُحب الآب، وكما أوصاني الآب هكذا أفعل» ( يو 14: 31 ). إن أسمى إعلان عن محبة الابن للآب هو أن يفعل إرادة الآب. وما هي إرادة الآب؟ هي أن يُخلي الابن نفسه، وينزل إلى جُب الهلاك، ليتحمَّل غضب الله بدلاً عن المُذنبين.

يا له من إخلاص عجيب! ويا لها من طاعة فائقة! بل يا له من انسجام في المحبة والقدرة والمجد!

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net