الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 3 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سنراهُ كما هو
نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ ( 1يوحنا 3: 2 )
«سنراهُ كما هو»! كيف نستطيع أن نتفرَّس في ذلك المجد؟ إن الكاتب عينه يقول في رؤيا 1: 17: «فلمَّا رأيتُهُ سقطتُ عند رجليهِ كميتٍ». ولا شك أن تأثير مجده علينا لم يكن ليقِّل عن تأثيره على يوحنا لو كان لنا أن نرى لمحة منه الآن. أما في اليوم القادم فإن الرب سوف يؤهلنا للتطلع نحو أكثر شعاعات المجد إشراقًا وبهاءً. إنه لن ينقلنا إلى حضرته المجيدة قبل أن يؤهلنا للوجود هناك.

بيد أن الرب سوف لا يحبنا يومئذ أكثر مما يحبنا الآن. وسوف لا تكون لنا مكانة في عواطفه أكبر ممَّا لنا الآن «الآن نحن أولاد الله» ( 1يو 3: 2 ). بوصلة المحبة هذه لا تخضع للزيادة والنقص. وقد اتحدنا بشخصه الكريم اتحادًا عجيبًا كما نقرأ «لا يعرفنا العالم، لأنه لا يعرفه» ( 1يو 3: 1 ). ليتنا نفكِّر في مدلول هذا القول الفاحص: هل يا تُرى يَصدُق علينا؟ وهل حقًا جيراننا لا يفهموننا لأنهم لا يفهمون الرب يسوع؟

ماذا كان يعرف العالم عن مصدر سلام ربنا يسوع المسيح وفرحه؟ لمَّا كان يسير على أرضنا لم يكن الإنسان ليرى إلا الظاهر. وإن كنا نجد فرحتنا في الرب يسوع، لا في ما حولنا، فسنكون بدورنا غير معروفين لدى العالم. لقد مُتنا وحياتنا مُستترة مع المسيح في الله ( كو 3: 3 ). ومفهوم هذا القول لا يقتصر على معنى الأمان، بل إن حياتنا الواقعية - وهي فوق - غير مفهومة على الأرض. لكن سيأتي اليوم الذي سيظهر فيه كل ما هو، المسيح لنا كحياتنا، وسيظهر أمام عيون العالم.

يقول الرسول: «الآن نحن أولاد الله». وهذا ليس شيئًا جديدًا في دائرة المعاملات الإلهية. القديسون القدامى كانوا أولاد الله مثلنا، بيد أن هذه النِسبة لم تكن مُعلَنة لهم. أما نحن فلسنا فقط أولاد الله، بل نحن مدعوون أولاد الله. ( 1يو 3: 1 ). وفي خلال الأبدية سوف لا تزيد هذه النِسبة شيئًا. فالآن نحن أولاد الله، قريبون منه تعالى أدنى ما يكون القُرب. ومع أنه لا يوجد أسمى من هذه المكانة في عواطف الآب والابن، إلا أننا ننتظر أن نؤخذ من حالة الضعف التي نحن فيها الآن إلى حالة الكمال.

قد وعَدَ يأتي لَنا نَعم سيأتينا ابنُكَ
ها نحنُ في انتظارهِ يأخذُنا لبيتِكَ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net