الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 1 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طريقة الخلاص
الرَّبَّ أَسْمَعَ جَيْشَ الأَرَامِيِّينَ صَوْتَ مَرْكَبَاتٍ وَصَوْتَ خَيْلٍ، صَوْتَ جَيْشٍ عَظِيمٍ ..وَهَرَبُوا فِي الْعِشَاءِ ( 2ملوك 7: 6 ، 7)
في الحادثة الشيِّقَة المذكورة في 2ملوك 7 نجد في صوت المركبات وصوت الخيل، وصوت الجيش العظيم صورة لدينونة الله العادلة التي تتعامل بالقضاء مع أعداء الله. ولكي تظهر النعمة للخاطئ الأثيم كان لا بد من مواجهة العدو أولاً، وإبادته بالقضاء العادل، وهذا هو عمل الله وحده، فلم يكن أحدٌ مع الرب عندما أباد قوة العدو. كانت السامرة في حالة مريرة، وليس في قدرتها أن تفعل شيئًا، لكن الرب هو الذي عمل العمل كله، أما المدينة فاشتركت في نتائج هذا العمل وبركاته من مُجرَّد النعمة الغنية.

وهذا يرمز إلى الخلاص الأعظم الذي تمَّ في صليب المسيح. لقد صنع هو – تبارك اسمه – الخلاص بنفسه، ولم يكن معه أحد عندما ذهب إلى الصليب. لقد احتمل هو وحده أهوال الموت، وهو وحده التقى بالعدو، وتألم فوق الصليب، وقاسى آلام ترْك الله له، وحَمَل الدينونة، وهناك سُمِعَ الصوت الرهيب: «استيقظ يا سيف على راعيَّ، وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي» ( زك 13: 7 ). وفي الصليب تعامل ابن الله مع كل قوى ملك الموت وكل جيشه، لقد هزمه بأسلحته هو ( عب 2: 10 ، 14، 15)، أما الخطاة الأثمة الذين آمنوا فقد اشتركوا في غنائم نُصرته، وتمتعوا بالخلاص.

وأصبح الدقيق والشعير في مُتناول أيدي الشعب الجائع عند باب المدينة ( 2مل 7: 1 ). ويا لها من تَذْكرة قيِّمة تُخبِر عن نعمة الإنجيل! فلا حاجة للسعي وراء الخلاص، سواء في السماء من فوق، أو على الأرض من تحت. نعم لا داعي لذلك، فقد جاء الخلاص «اليوم (حضر) خلاص لهذا البيت» ( لو 19: 9 ). والنعمة هي التي تأتي بالطمأنينة التي جهزتها بنفسها «لا تَقُل في قلبك: مَن يصعد إلى السماء؟ أي ليُحدِر المسيح، أو: مَن يهبط إلى الهاوية؟ أي ليُصعِد المسيح من الأموات ... الكلمة قريبة منكَ، في فمك وفي قلبك، أي كلمة الإيمان التي نكرز بها» ( رو 10: 6 - 8). ولا يهم أن تكون النفس هنا أو هناك، أو في أي مكان «فالكلمة قريبة منك» بحيث لا يمكن أن تكون أقرب من ذلك، وأي شيء أقرب لك من «فمك» ومن «قلبك»؟! فلا حاجة ”للأيادي أو الأقدام“ في هذه المسألة المُهمة والمباركة. فالقلب والفم فقط هما المختصان بهذا الموضوع، وعليهما أن يتحرَّكا «لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلَصت» ( رو 10: 9 ). ويا للسهولة!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net