الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاة حنَّة ونذرها
فَقَامَتْ حَنَّةُ ... وَهِيَ مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً، وَنَذَرَتْ نَذْرًا ( 1صموئيل 1: 9 - 11)
قدَّمت حَنَّة طِلبة خاصة؛ فلم تكن صلاة عامة، بل طَلبًا مُحدَّدًا. إنها قالت: ”يا رب، أريد زرع بَشَرٍ، وعندما أحصل عليه فإني سوف أُعطيه لكَ مرة أخرى، إذ سيكون لك للأبد“ ( 1صم 1: 11 ). لقد كانت مُهيأة لتستقبل ما كان قلبها يَرنو إليه ثم بعد ذلك تردُّه ثانيةً للرب. فيا لها من امرأة جديرة بالاعتبار! ويا له من بُعدْ نظر رأت به تلك المرأة الفاضلة ما يُسرِّ الرب، فأقدَمَت على هذا القرار المُحدَّد الذي يعني أن صلواتنا يجب أن لا تدور حول أنفسنا، بقدر ما نسعى مُصلِّين لأجل الأمور المختصة بالرب.

وكان صموئيل ثمرة الصلاة والرعاية من جانب أُمه. وأي رَجُل صار؟ رَجُل الله، النبي في إسرائيل، آخِر القضاة، والواسطة في تقديم داود بن يَسَّى (الملك الذي حسب قلب الله) إلى إسرائيل. وبالرغم من أن تلك المرأة العزيزة لم تعرف ما كانت تصلي من أجله بالمعنى الكامل، عندما صلَّت لأجل زرع بَشَرٍ، لكن الله أعطاها سؤلها. ونفس الشيء يُمكن أن يحدث معنا إن كنا حقيقةً مشغولين بصوالح الرب، مُصَلِّينَ لأجلها في روح التضحية بالنفس، وفي روح الرغبة في عمل شيء من أجل الرب، ثابتين بلا كَلَل رغمًا عن مرور الوقت، عاملين على إنجاح أموره بصورة أعمق وأكمل.

عندما نفحص بالتحليل صلواتنا، إذا كان ممكنًا استرجاعها مرة أخرى عن طريق جهاز تسجيل، ستروِّعنا النتيجة عندما نرى أن أنفسنا ومصالحنا ورغباتنا هي المركز لصلواتنا، بينما جزء صغير منها يتعلَّق بأمور إلهنا وأبينا، وأمور الرب يسوع المسيح! آه، كم نحتاج أن نُوحِّد اتجاهنا ليكون جُلّ اهتمامنا نحو رغبات الله، مصالح الله، مُجاهدين بالصلاة لأجلها!

ولم تُقدِّم حَنَّة نَذْرَها العظيم لمجرَّد أن يكون لها زرع بَشَرٍ ثم تُعطيه مرة أخرى للذي أعطاه لها (أي للرب)، بل كانت تريد أن تُربيه لدرجة أن يُصبح نذيرًا مُكرَّسًا تمامًا ومُطلقًا للرب. وكم من الآباء استلموا أولادًا من الرب، وأبدُوا استعدادًا لتربيتهم في خوف الرب، لكن بمرور الوقت، تلاشت تلك الرغبة تدريجيًا، إذ لم يزرعوا التعليم الإلهي في نفوسهم لِما ينبغي أن يكون. بيد أن حَنَّة أضحَت صادقة في نَذْرَها، ونشَّأَت صموئيل لكي يكون، عند تقديمه للرب، قد سبق ورُبِّيَ بالطريقة الصحيحة، فصار وسيلة مناسبة في يد الرب، وظلَّ حقًا نذيرًا حقيقيًا.

فرانك والاس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net