الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 27 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحمامة والغراب
الْغُرَابَ،. خَرَجَ مُتَرَدِّدًا .. فلَمْ تَجِدِ الْحَمَامَةُ مَقَرّاً لِرِجْلِهَا، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى الْفُلْكِ ( تكوين 8: 7 - 9)
بعد أن انتهت فترة الطوفان، أرسل نوح الغراب الذي خرج مُتردِّدًا، ثم أرسل الحمامة فلم تجد مقرًا لرِجلها. الأول من الطيور النجسة، والثانية من الطيور الطاهرة، والفروق بين الاثنين كثيرة. ولكن الفرق العام والبارز هو أن كل طائر نجس يتغذى على الجيف العفنة أو ما شابه ذلك. أما الطائر الطاهر فهو يَعَاف الجيف ويتغذى على بذور ماتت في الأرض وأُحيَت بالقيامة (حشائش أو حبوب).

الطيور الطائرة في السماء، سواء كانت نجسة أو طاهرة، هي تُشير إلى الطبيعة النفسية. أما الغراب منها فهو يُشير إلى الطبائع النفسية النجسة. وذلك الطائر النجس هو صورة للإنسان الطبيعي في خطاياه، الأمور الروحية لا تهمه، ودائرة الحياة لا تشغله، والأرض الجديدة لا تجذبه، لكنه يأتلف بسرعة مع مشهد الموت. أما ورقة الزيتون الخضراء فلا يفهم فيها ولا تستهويه. وخُلاصة القول: إن أقصى تطلُّع للغراب هو أن يجد جيفة عفنة مطبوعة بطابع الدينونة ليتغذى عليها. وليس في العالم شيء أكثر من جيفة ميتة عفنة.

أُطلِقَ الغراب من الفلك فوجد نفسه في مكانه الطبيعي، طعامه يطفو بوفرة على سطح المياه. شيء بلا حدود، لكنه ناتج من دينونة الطوفان، ومثل هذا سوف يحدث عن قريب. فبعد أن تُختَطف الكنيسة وتأتي ضيقة يعقوب (المُمثلة في الطوفان)، والتي سوف تَعُّم كل العالم، وقبل بداية المُلك الألفي، سوف تُبسَط أمام طيور السماء وليمة عظيمة؛ عشاء الإله العظيم (رؤ19). بعد ذلك يبدأ عصر جديد يغيب منه الشيطان وجنوده إلى زمان يستمر الألف سنة.

أما الحمامة فلم تجد مُستقرًا لها، فعادت إلى الفلك حتى تبلغ الدينونة مُنتهاها وتفعل فعلها الرهيب. والحمامة هي طير القداسة والمحبة، وترمز إلى الروح القدس؛ روح القداسة الذي لا يجد راحته ومستقرُّه إلا في نفوس تطهَّرت بالإيمان، بعد انقضاء دينونة الصليب. خرجت الحمامة مرة أخرى من الفلك، فرجعت وفي فمها ورقة زيتون خضراء تؤكد انتهاء الدينونة وبداية عصر السلام مع الله.

شجرة الزيتون رمز عظيم، وأعظم ملامحها هو الزيت. هي وعاء الشهادة. زيتها شفاء ونور، هكذا كان يُوضع الزيت على المُتطهر بعد الغسل وبعد الدم (لا14). كم أمضى الرب يسوع على جبل الزيتون أكثر وأقدس أوقاته! ولعلَّنا نتذكَّر أيضًا جثسيماني ”معصرة الزيت“ الذي له معناه عندنا نحن المؤمنين.

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net