لا يقول الرسول نحن نتغيَّر ”عندما يدوي البوق“، بل «عند البوق الأخير». ربما يفتكر البعض أن هذا مُجرَّد رمز، لكن الروح القدس يستعمل المشهد الحقيقي الذي كان مُتَّبعًا. والقول: «عند البوق الأخير» يلفت نظرنا إلى حقيقة أن الرب قد عمل كل ما هو لازم لكي يكون للكنيسة نصيب معه في المجد. عندما نتأمل مقامنا في المسيح، نرى أن كل شيء قد أُكمِل! ليس شيء باقيًا لنا لكي نعمله.
بموت المسيح لأجلنا أُعتِقنا من سلطان الموت والقبر. لقد قامَ المسيح وأقامنا معه، فنِلنا معه نصيبًا في حياة القيامة المجيدة، وأُجلسنا فيه في السماويات. ونحن ننتظر اللحظة التي فيها نكون معه ونكون مثله. فنحن مُستعدون للرحيل قائلين: «آمين تعال أيها الرب يسوع».
والجنود السماويون ينتظرون الإشارة ”إلى الأمام“. إذ عندما يدوي هذا الصوت، يدخلون إلى السماء. وبينما هم مُنتظرون الآن بصبر، يتحدَّثون بفرح عن «البوق الأخير».
سوف يُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيَّر. لم يبقَ بعد سوى هذا الأمر، وكل ما عَداه قد تمّ. المكان قد أُعِد لنا. الآب ينتظرنا، والرب يسوع عريسنا السماوي يشتاق إلينا.
لكن متى يُقَام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيَّر؟ عندما ينزل الرب من السماء بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله «فإنه سيبوَّق فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيَّر» ( 1كورنثوس 15: 52).
«وبوق الله» يذكِّرنا تلقائيًا بالأبواق الفضية التي كانت تُضرَب لكي تجتمع كل الجماعة أمام الرب (عدد 10) و«طوبى للشعب العارفين الهتاف» ( مزمور 89: 15).
نعم أيها الأحباء .. إنه حسب المكتوب في لوقا 12: 35 أنسَب وصف لنا نحن الذين ننتظر مجيء الرب من السماء ساهرين، أن نكون هكذا بأحقاء مُمنطَقة استعدادًا للخدمة، والسُّرج موقدة استعدادًا لمُلاقاة العريس لأننا نتوقع مجيء الرب في حلوكة ظلام العالم الحاضر.