الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 29 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا ناصري .. أنت غلبت!
قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ ( مزمور 2: 12 )
“الإمبراطور جوليان” (332- 363 ب. م.)، كان يُلقَّب “جوليان المرتد”، لأنه كان آخر إمبراطور وثني رفض اعتناق المسيحية التي كان عمُّه الإمبراطور قسطنطين الكبير قد جعلها الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية. وأعلن ”جوليان“ - بعد اعتلائه العرش الروماني – تخلِّيه عن المسيحية، وعودته إلى الوثنية، ومن ثم أعاد فتح المعابد الوثنية التي أمر قسطنطين بإغلاقها.

ولأن “جوليان” كان في الأصل مُثقفًا وفيلسوفًا، فقد قاوم المسيحية بالكلمة. فكانت له مُحاورات، وخُطَب، ورسائل، ومقالات فلسفية؛ حاول فيها أن يشرح الأسباب التي من أجلها ارتَّد عن المسيحية، وطعنَ في لاهوت المسيح، وشكَّك في أقواله وتعاليمه ومعجزاته، مُحاولاً إثبات أن الأناجيل يُناقض بعضها بعضًا، وأن أهم ما تتفق فيه هو أنها أبعد ما تكون عن العقل! ولقد اشتهر “جوليان” في أيام مجده وعنفوانه بتحدِّيه لله. وقيل عنه إنه صوَّب - مرة، وبغضبٍ - خنجره إلى السماء مُتحديًا ابن الله، الذي عادةً ما كان يدعوه: “الجليليّ” أو “الناصريّ”.

وفي سنة 363 ب. م. كانت الكنيسة في ضيقة شديدة جدًا، فلقد قصد “جوليان المُرتَّد” أن يُعيد الديانة الوثنية القديمة إلى الإمبراطورية الرومانية، كسابق عهدها. ولكثرة بُغضته للمسيح أراد أن يبني الهيكل في أورشليم، لكي يُكذِّب نبوة سَيِّدنا المعبود بخصوص الهيكل واليهود «هوذا بيتكم يُترَك لكم خرابًا» ( مت 23: 38 ). ولكن في الحرب التي نشبَت بينه وبين الفُرس – حسبما يقول التاريخ – حصل له جُرحٌ مميتٌ، وفي ساعة احتضاره رفع يده المُلطَّخة بدم نفسه – نحو السماء – صارخًا ومُقِرًّا ومعترفًا: “آاااه ... لقد انتصرت أيها الجليليُّ”. وهكذا بَطلُ قصده المُخيف والردي.

وبالحق لقد غَلَبَ الرب، وسيغلِب «لكي تجثو باسم يسوع كل رُكبة ممَّن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب» ( في 2: 10 ، 11).

وهذا الملك المرفوض، يظهر أمام الناس الآن، ليس كالمُنتصر الجبار القادم ليضرب أعداءه، بل ليمد يده المثقوبة التي سُمِّرت فوق الصليب. إنه يبسط يد السلام. والروح القدس يقول: أيها الخطاة العصاة لا تقاوموه، ولا تنتظروا إلى ذلك اليوم حينما يتَّقد غضبه؛ بل منذ الآن اجثوا عند قدميه، «قبِّلوا الابن»، قَبِّلُوا اليد المجروحة برهان خضوعكم وتسليمكم له ولمحبتهِ.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net