الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قريبٌ من الأتقياء
قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ ( مزمور 34: 18 )
بلا شك أن الأتقياء مُتميزون عن الأشقياء، والمُخلَّصين عن الهالكين، والتائبين عن الخائبين. فلقد ميَّز الرب تقيِّه ببعض الأمور الرائعة:

(1) الرب: «قريبٌ هو الرب من المنكسري القلوب، ويخلِّص المُنسحقي الروح». وأي شيء يُطمئِن القلب الخائف والمُتحَيِّر قدر قُرب الرب منه؟ وأي شيء يشفي القلب المُنكسر ويُجبره سوى الرب صاحب اليدين الحانيتين؟ يقول المُرنّم: «قريبٌ أنت يا رب، وكل وصاياكَ حقٌ» ( مز 119: 151 )، وأيضًا: «الرب قريبٌ لكل الذين يدعونَهُ، الذين يدعونَهُ بالحق» ( مز 145: 18 ). ألا يجعلنا كل هذا نصغي لتحريض الروح القدس: «اطلبوا الرب ما دامَ يوجد. ادعُوهُ وهو قريبٌ» ( إش 55: 6 ؛ في4: 5)؟

(2) خلاص الرب: «لأن خلاصه قريب من خائفيهِ» ( مز 85: 9 ). لا نتكلَّم هنا عن الخلاص من دينونة الخطية، بل عن الخلاص الذي نختبره يوميًا، بل قُل لحظيًا. إنه الخلاص من كل ما من شأنه أن يُتعِب المؤمن ويُعطله عن الركض والسير خلف سَيِّده وغرضه الأسمى والأمجد، ليتنا نتشجع بالقول: «هكذا قال الرب: احفظوا الحق وأجروا العدل. لأنه قريبٌ مجيء خلاصي واستعلان برِّي» ( إش 56: 1 ).

(3) بر الله: «قريبٌ برِّي. قد برزَ خلاصي، وذراعاي يقضيان للشعوب» ( إش 51: 5 ). إن كنا نرى اليوم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، إلا أن هذا الوضع لن يستمر طويلاً، ولا ينبغي أن يُسبِّب لنا اندهاشًا ولا ارتياعًا، ولن يدوم ولن يطول الوضع هكذا، بل سيأتي الذي يحكم بالبر ويقضي للمساكين بالإنصاف. ويا له عصرًا مليئًا بالسعادة والسرور، يوم يجلس المسيح على عرشه، ويمسك بصولجان القضاء، وذراعه تحكم له!

(4) اسم الرب: «نحمدك، يا الله نحمَدُكَ، واسمُكَ قريبٌ» ( مز 75: 1 ). الاسم يُعبِّر عن كل ما للشخص من صفات واستحقاقات. وهذا الاسم الحَسَن الذي دُعيَ علينا، به نقترب إلى عرش نعمة أبينا، فتلقى كل طلباتنا وصلواتنا الرضى والقبول أمام الله. وأيضًا هذا الاسم الذي هو برج حصين للمؤمن، يجد فيه أمانه وسلامه، ويجد فيه المؤمنون كجماعة مركزًا لهم في اجتماعاتهم معًا لتقديم السجود والعبادة لله. وفي الكلمة المقدسة نجد الكثير والكثير من استحقاقات هذا الاسم الكريم. وكم هو مُعزٍّ لنا أن ندرك ذلك!

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net