الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 4 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عمل الروح القدس
أَيَّةُ امْرَأَةٍ ... إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا .. أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ ( لوقا 15: 8 )
لوقا 15 يحتوي على مَثَل واحد مكوَّن من ثلاثة أجزاء. وهذا المَثَل يتكلَّم بكُليتهِ عن خلاص الخاطئ الضال، ويُعطي صورة جميلة ورائعة عن اهتمام كل أُقنوم من الأقانيم الثلاثة بخلاص الضال: عناء الراعي، بحث الروح، والترحيب الحُبي الذي يمنحه الآب للخاطئ عند عودته إليه. في الجزء الثالث من هذا المَثَل نرى خاطئ يجيء إلى حضرة الآب. ولكن في الجزء الثاني من هذا المَثَل يُستحضَر أمامنا بصورة رمزية عمل الروح القدس، وهذا يسبق مجيء أي خاطئ إلى حضرة الآب. ولكن ما هو الأساس الذي عليه يعمل روح الله؟ الإجابة: على عمل المسيح، وهو ما نراه في الجزء الأول من المَثَل.

في الأعداد من 4-8 نرى عمل الروح القدس، ونلاحظ ثلاثة أشياء:

أولاً: أن «المرأة» - التي تُشير هنا إلى الروح القدس - «توقد سِراجًا». يا له من تصوير دقيق! فهذا بالضبط ما يفعله روح الله في عمله؛ فهو يستخدم النور، وهذا النور هو سراج الحياة أي كلمة الله - ودخول الكلمة لا بد أن ”يُنير“ ( مز 119: 105 ، 130).

ثانيًا: إن كان الراعي يعمل خارجًا، فالمرأة تعمل داخل «البيت». إذًا فعمل المسيح تمَّ لأجلنا، بينما عمل الروح يتم فينا.

ثالثًا: صبر الروح القدس المُترفِّق ومُثابرته المباركة مع أولئك المُتمرِّدين بالطبيعة، يُمثَّل هنا بكون المرأة «تُفتش باجتهاد حتى تجدَهُ». ونتيجة كل من الجزء الأول من المَثَل الذي يمثِّل عمل المسيح، والجزء الثاني الذي يُصوِّر عمل الروح القدس، نراها أمامنا هنا في الجزء الثالث من المَثَل والتي تُرينا الخاطئ البائس آتيًا بالفعل إلى حضرة الآب.

يتبقى أن نتعلَّم ثلاثة أمور عن الخاطي: في الجزء الأول من المَثَل نراه مُشبَّهًا بالخروف الضال، وهو يُشير إلى غباء الخاطي الذي - كالخروف الضال - يعجز عن معرفة طريق العودة للبيت، فلإرجاعه لا بُد من البحث عنه. في الجزء الثاني من المَثَل يُشبَّه بالدرهم المفقود، أي جماد، وهذا يُمثِّل بدقة تلك الحقيقة الأكيدة وهو أن الخاطي ميت روحيًا. ويُصوَّر في الجزء الثالث بالابن الفاجر في الكورة البعيدة: وهذا يعطينا تصوير للحالة الأخلاقية للإنسان الطبيعي: مُتجنِّب عن الله وملتوي القلب. فدعونا ألا ننسى أنه في هذا المَثَل الجميل والمبارك أعطانا الرب يسوع الجانب الإلهي أولاً، قبل أن يذكر الجانب البشري.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net